البحرين: مكان غير آمن للصحفيين

2011-05-13 - 2:25 ص

خاص ـ مرآة البحرين: البحرين غير آمنة للصحفيين، بهذه العبارة تلخص المنظمات والهيئات الدولية المعنية بالصحافة وحرية الكلمة رؤيتها لأوضاع الصحافة والصحافيين في مملكة البحرين عقب الرابع عشر من فبراير/ شباط الماضي وما تلاه من حوادث. فالبحرين التي هزت بوابة عاصمتها المنامة رياح ربيع الثورات العربية لتشهد مظاهرات ومطالبات شعبية بإقرار ملكية دستورية تكفل الحريات وتؤسس لحكم ديمقراطي يضمن مبدأ المشاركة المجتمعية، تعاني اليوم من تبعات الحل الأمني الذي انتهجته السلطات مع دخول قوات درع الجزيرة (قوات عسكرية خليجية) إلى البحرين أوائل مارس/ آذار الماضي.

ومنذ السادس عشر من مارس/آذار ومع اعلان حالة الطوارئ في البحرين والبدء فعليا في العمليات العسكرية في البحرين من جانب قوة دفاع البحرين ووزارة الداخلية وقوات درع الجزيرة مجتمعين، كان للصحافيين البحرينيين ومراسلي الوكالات الإخبارية الدولية نصيبهم من المعاناة والعنف. فخلاف الإقالات الجماعية التعسفية من العمل  والإعتقالات القصيرة والطويلة الأمد التي طالت أكثر من سبعين صحافياً بحرينياً، تلقى العديد من مراسلي الوكالات والقنوات الإخبارية الأجنبية أوامر بمغادرة البحرين، كان آخرهم مراسل وكالة رويتر للأنباء فريدريك ريشتر (مقيم في البحرين منذ العام 2008) الذي صدرت له أوامر بالمغادرة، وكذلك الصحافية مونيكا بريتو  من مؤسسة  EL MUNDO الإعلامية التي منعت من دخول البحرين في المطار إذ تم إعلامها بانها تمثل خطراً على البحرين!

الأكثر من ذلك وأثر اعتقالات الإعلاميين البحرينيين، كان مقتل المدون البحريني زكريا العشيري (9 ابريل) وهو ما تبعه إصدار منظمة مراسلون بلا حدود بياناً طالبت فيه بالتحقيق في الحادث وكذلك الناشر وأحد مؤسسي صحيفة الوسط الإعلامي كريم فخراوي الذي فارق الحياة بعد يومين اثنين من توقيفه. وجاء اعتقال رئيس جمعية المصورين محمد الشيخ قبل أيام ليزيد حلقة على مسلسل حلقات خنق الرأي المستحكمة.

فيما لا يزال كل من الصحافي فيصل هيات (صحيفة البلاد) والصحافي حيدر محمد (صحيفة الوسط)  والمحرر جاسم الصباغ (صحيفة البلاد) وبعض المدونيين والنشطاء في الشبكة الإلكترونية قيد الاعتقال، كما صدرت مذكرات توقيف في حق آخرين وتم توجيه تهمة محاولة الانقلاب على نظام الحكم للمدون البحريني علي عبدالإمام وهو مؤسس منتدى ملقى البحرين bahrainonline.org وهو أحد أهم المنتديات الإخبارية والمعلوماتية في البحرين. وقد أشار الإتحاد الدولي للصحفيين في أخر بياناته حول منطقة الشرق الأوسط الى المعتقلين ودعا إلى الإفراج عنهم.

ومن المقرر أن يمثل كل من رئيس تحرير صحيفة الوسط منصور الجمري ومدير تحرير الصحيفة الصحافي اللبناني وليد نويهض  ورئيس قسم المحليات في الصحيفة عقيل ميرزا يوم 18 مايو/ أيار الجاري أمام المحكمة العسكرية بتهمة بث أخبار كاذبة فيما عُرف بفضيحة استهداف صحيفة الوسط - الصحيفة المستقلة القريبة من المعارضة-، وهي المكيدة التي أدارتها شبكة مخابراتية بحرينية كان مقرها العاصمة السعودية الرياض.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus