إلى جيفري فيلتمان: تحية وبعد!

2011-05-12 - 3:17 م

مرآة البحرين - خاص:
إلى السيد جيفري فيلتمان مساعد وزير الخارجية الأميركية لشئون الشرق الأوسط: أتعرف ما هي مشكلتك معنا؟ في الحقيقة يا سيد جيف - كما تحب دائما أن ينعتك أصدقاؤك - لا توجد لدينا مشكلة شخصية معك، استثناء مشكلة الثقة. وهي مشكلة تتعداك شخصياً لتطال حكومتك.

كيف نثق بكم والإدارات المتعاقبة عندكم ساهمت في تعيين سفراء لها هنا تم شراء بعضهم وامتلاك ذممهم. وهنا نكتفي بإحالتك إلى البرقية الصادرة من سفارتكم في المنامة بتاريخ 19 يناير/ كانون الثاني 2010، وهي برقية نشرها موقع ويكيليكس. اقرأها لترى أن ذلك السفير المعتوه - كان معتوها فعلا - آدم إيرلي، يدافع عن سجل الحريات في البحرين كأنه وزير الخارجية البحريني بل أكثر.

هذه هي المشكلة، لدينا شعور مفاده أنكم كنتم ولا تزالون تقفون ضدنا، وقد كانت إحدى أبرز مظاهر هذه الضدية أن الحملة العسكرية التي رافقت دخول قوات درع الجزيرة والتي اصطلح عليها بحملة "التطهير" قد أتت في أعقاب زيارتين مكوكيتين لشخصيتين من الطراز الثقيل في الإدارة الأميركية. إحداها كنت أنت، والأخرى لوزير دفاع دولتك. قبل أن تتم لاحقاً تغطية هذا التدخل، الذي هو بالمناسبة، مرفوض قطعاً من جانبكم في أماكن أخرى من وطننا العربي الكبير. ولعلك من أكثر السياسيين الأميركيين الذين اطلعوا على ملف التدخل السوري في لبنان، وعارضوه. نقول "تغطية"، وهي كلمة مقصودة معنىً ومبنىً. وإن كانت لديك ثمة شك يمكنك فقط الرجوع إلى الأرشيف وسحب تصريح وزيرتك هيلاري كلينتون.

صرنا نفهم الآن سر استعجالك للجمعيات السياسية بأن تدخل في دهليز "الحوار" من دون شروط ولا ضمانات، رغم معرفتك المسبقة - وهو ما ألمحت له في حوار معك - بأننا لطالما عانينا الخيبات من الانقلاب على أي اتفاق نعقده مع هذه السلطة. كنت تقول لنا "اغتنموا الفرصة"، ومن يعرفك جيداً يعرف أنك تلوح بشيء ما، وهذا الشيء نشعر أنه العصا، أي تركنا أمام خيار أمني دموي ومجازر، وهو ما حصل فعلاً مع استباحة درع الجزيرة لمناطقنا الآمنة. لذا نرجوك أن تنصح إدارتك أن تتوقف عن بث التسريبات التي تشير إلى عدم إطلاعكم المسبق على أمر دخول درع الجزيرة، أو ما يتم ترداده في بعض الأروقة بشأن غضبكم من السعودية.نعتقد بوضوح أنك حين درست التاريخ والفنون الجميلة في جامعة ولاية بال في إنديانا التي تخرجت منها أوائل الثمانينات، فلا شك أنك قرأت تجارب أمم نالت حريتها وإنسانيتها الحقيقية بدم كثير وبهتك مؤلم مارسه طغاة قساة، لكن هذه الأمم قدمت أجمل الفنون في التضحية حتى أدركت الدرب الإنساني والحرية وانتمت لمصفوفة الحقوق العالمية التي هي حق لجميع بشر.
نعلم أنك إنسان تحب التجارب، وإنك ربما تغض النظر عن الرفع الرسمي لمنسوب التوتر الطائفي، ليشكل هذا الأمر ضغطا علينا، تماماً كما تم رفع منسوب التوتر الطائفي في لبنان بعد مقتل رفيق الحريري في الجريمة الشهيرة في 14 فبراير/ شباط 2005. ويا للمصادفة ها نحن نبدأ تحركنا نحو الحرية في اليوم نفسه لكن في العام 2011، وهناك حصلت جريمة، وهنا حصلت جرائم بحقنا.

سيد جيف، يمكنك أن تجرب وأنت ستفعلها، لكن في هذه اللحظة لحومنها مستعدة للعصا وغيرها، كما إننا مستعدون أيضاً لمحاصرة أي فصيل معارض يرغب في تسوية لا تحقق أحلامنا بمملكة دستورية حقيقية مثل باقي البشر... أتدري لماذا نكرر كلمة: بشر؟

ببساطة لأننا لسنا متأكدين أنه يتم النظر إلينا كبشر!
إن هذا هو ألمنا الأكبر يا سيد جيف !


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus