العبادي يدافع عن دور الحشد الشعبي خلال اجتماعه مع تيلرسون

رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال اجتماع مع تيلرسون في بغداد يوم الاثنين (رويترز)
رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال اجتماع مع تيلرسون في بغداد يوم الاثنين (رويترز)

2017-10-24 - 11:07 ص

مرآة البحرين (رويترز): دافع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن دور قوات الحشد الشعبي المدعومة من إيران خلال اجتماعه مع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في بغداد يوم الاثنين.

ووصل وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى العراق بعد ساعات من رفض الحكومة العراقية دعوته لها بإعادة الفصائل المسلحة المدعومة من إيران إلى ديارها.

وفي تصريحاته في مستهل لقائه مع تيلرسون قال العبادي "الحشد الشعبي مؤسسة رسمية ضمن مؤسسات الدولة" رافضا اتهامها بالعمل نيابة عن إيران.

وقال العبادي "علينا تشجيع مقاتلي الحشد لأنهم سيكونون أملا للبلد وللمنطقة".

والعراق واحد من الدول القليلة التي لها علاقات وثيقة مع كل من الولايات المتحدة وإيران ويبدو أن محاولات تيلرسون إفساد العلاقة بين بغداد وطهران جاءت بنتيجة عكسية وأدت إلى صدور بيان حاد اللهجة من مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي.

وتأتي زيارة تيلرسون للعراق بعد يوم من اجتماع مشترك نادر مع العبادي والعاهل السعودي الملك سلمان في العاصمة السعودية الرياض.

وعقب ذلك الاجتماع دعا تيلرسون العراق إلى وقف عمل الفصائل المدعومة من طهران والتي تساند القوات الحكومية في معاركها ضد الدولة الإسلامية وكذلك في الهجوم الخاطف الذي شنته تلك القوات الأسبوع الماضي وسيطرت خلاله على مدينة كركوك من قوات الأمن الكردية.

وخلال اجتماعه مع العبادي في بغداد دعا تيلرسون الحكومة العراقية وحكومة مسعود برزاني في إقليم كردستان إلى حل صراعهما بشأن تقرير مصير الأكراد والأراضي المتنازع عليها عبر الحوار.

وقال تيلرسون "نحن قلقون ونشعر ببعض الحزن". وأضاف "لدينا أصدقاء في بغداد وأصدقاء في أربيل ونشجع كل الأطراف على الدخول في نقاش... ويمكن مناقشة كل الخلافات".

وقال مسؤول أمني كردي إن القوات العراقية تنشر دبابات ومدفعية جنوبي خط أنابيب يديره الأكراد ويصل إلى تركيا في أحدث سلسلة من العمليات التي تدعمها إيران ضد الأكراد.

وقال تيلرسون يوم الأحد في السعودية "بعد أن أوشك القتال ضد الدولة الإسلامية على الانتهاء فإن الفصائل الإيرانية الموجودة في العراق يجب أن تعود إلى ديارها".

ورد مكتب العبادي بحدة على ذلك التصريح.

وقال بيان صادر عن مكتبه "لا يحق لأي جهة التدخل في الشأن العراقي".

ولم يشر البيان إلى رئيس الوزراء نفسه وإنما "مصدر" مقرب له.

وذكر البيان أن "المقاتلين في صفوف هيئة الحشد الشعبي هم عراقيون وطنيون".

وردت جماعة عصائب أهل الحق، وهي أيضا إحدى الفصائل المقربة من إيران، على تصريحات تيلرسون بأن الأمريكيين هم من سيضطرون لترك العراق.

وقال قيس الخزعلي زعيم الجماعة إن على القوات الأمريكية الاستعداد لمغادرة العراق "بعد الانتهاء من عذر وجود داعش".

نفس الجانب

شهدت الحملة العالمية ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في شمال العراق منذ عام 2014 قتال الولايات المتحدة وإيران في نفس الجانب حيث تدعم كلتاهما الحكومة العراقية ضد المتشددين.

وتنشر واشنطن خمسة آلاف من القوات الأمريكية في العراق وتوفر الدعم الجوي والتدريب والأسلحة لقوات الحكومة العراقية في حين تقوم إيران بتسليح وتدريب وتقديم المشورة للفصائل الشيعية المسلحة التي تحارب عادة إلى جانب الجيش.

لكن أحدث تحول في الصراع العراقي والذي يضع الحكومة المركزية ضد الأكراد تسبب في معضلة لصناع القرار الأمريكيين.

وما زالت واشنطن تدعم الحكومة المركزية لكنها متحالفة أيضا مع الأكراد منذ عقود.

وإيران هي القوة الشيعية البارزة في الشرق الأوسط. وتمثل الطائفة الشيعية التي ينتمي لها العبادي الأغلبية في العراق الذي يضم أيضا سنة وأكرادا بأعداد كبيرة.

ويقول المسؤولون الأكراد إن إيران أظهرت تأثيرها على سياسات بغداد أثناء التوتر الذي نشب بسبب استفتاء أجري الشهر الماضي صوت فيه إقليم كردستان لصالح الانفصال عن العراق خلافا لرغبة بغداد.

وردت بغداد على الاستفتاء بالسيطرة على مدينة كركوك التي يعتبرها الأكراد قلب أي وطن قومي مستقبلي.

وقال مسؤولون أكراد إن الميجر جنرال قاسم سليماني قائد العمليات الخارجية في قوات الحرس الثوري الإيراني طالب الزعماء الأكراد مرارا بالانسحاب من كركوك أو مواجهة هجوم القوات العراقية والمقاتلين المتحالفين معها والذين تدعمهم إيران.

إيران ترفض تصريحات تيلرسون

رفض وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تصريحات تيلرسون. ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن ظريف قوله إن الفصائل المدعومة من طهران لا يمكن أن تعود إلى ديارها لأنها بالفعل "في ديارها".

وأكد العبادي إنفاذ سلطته مع دحر تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل واقتحام الجيش العراقي لكركوك وغيرها من المناطق التي كان يسيطر عليها الأكراد.

وقال مسؤول في مجلس أمن إقليم كردستان العراق إن العراق يحشد قواته عند خط أنابيب لتصدير النفط الكردي شمال غربي الموصل.

ومثلت خسارة كركوك ضربة قوية للأكراد الذين سعوا بدأب نحو إقامة منطقة شبه مستقلة في شمال العراق منذ أن أطاح غزو تقوده الولايات المتحدة بصدام حسين الذي قمعهم لعدة عقود.

وقال المجلس في بيان إنه قلق من استمرار تعزيزات القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي المدعومة من إيران في إقليم كردستان.

وقال هندرين محمد رئيس مفوضية الانتخابات في كردستان لرويترز إن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية للإقليم والتي كان من المزمع إجراؤها في الأول من نوفمبر تشرين الثاني ستؤجل لأن الأحزاب السياسية لم تقدم مرشحين عنها.

وقال برلماني كردي طلب عدم نشر اسمه إن الأحزاب لا تستطيع التركيز على الانتخابات بسبب الفوضى التي أعقبت الاستفتاء.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus