أزمة قطر تعمّق الخلافات في صفوف المعارضة السورية المسلّحة

2017-06-15 - 4:51 ص

مرآة البحرين (رويترز): أدت المواجهة بين قطر والسعودية إلى إثارة قلق معارضين سوريين يتوقعون أن تعمل الأزمة بين دولتين من أكبر الدول المانحة لهم على تعميق الخلافات في صفوف المعارضة السورية للرئيس بشار الأسد.

فإلى جانب تركيا والولايات المتحدة كانت قطر والسعودية الداعمين الرئيسيين للمعارضة وقامتا بتسليح عدد من الجماعات التي تقاتل للإطاحة بالرئيس المدعوم من إيران.

ومع ذلك فقد كان الدعم الخليجي غير متناسق الأمر الذي غذى انقسامات أدت إلى انتكاس المعارضة.

وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع قطر كما حظرت وسائل النقل معها قبل أسبوع واتهمتها بإثارة الاضطرابات في المنطقة ودعم الإرهاب والتقارب الشديد مع إيران. وتنفي الدوحة هذه الاتهامات.

وهذا هو أكبر صدع في العلاقات بين دول الخليج العربية منذ سنوات.

وقال مصطفى السراجي من جماعة لواء المعتصم في شمال سوريا إنه يتوقع أن يصبح الوضع في سوريا مأساويا لأن الجماعات التي تساندها دول مختلفة ستضطر لاتخاذ مواقف معادية تجاه بعضها البعض.

وأضاف أنه يطالب "أشقاءنا" في السعودية وقطر ألا يحملوا الشعب السوري أكثر مما يحتمل.

ولا تتحمل الانتفاضة السورية وجود مزيد من الصراعات الداخلية في صفوفها.

فالمعارضة تخسر أرضا لصالح دمشق منذ نشر قوات عسكرية روسية في سوريا دعما للأسد عام 2015. ويبدو الآن أن الأسد في وضع قوي رغم أن المعارضة ما زال لها مواطئ أقدام بالقرب من دمشق في الشمال الغربي والجنوب الغربي.

وفي خريطة المعارضة السورية المفتتة ذهبت المساعدات القطرية لجماعات في أغلبها إسلامية التوجه اعتبرت قريبة من جماعة الإخوان المسلمين التي تعاديها السعودية والإمارات ومصر.

ومن المعتقد أن تركيا، التي وقفت موقفا داعما لقطر في الأزمة الخليجية، أيدت الجماعات ذاتها التي أيدتها قطر في شمال سوريا بما فيها جماعة أحرار الشام الإسلامية المحافظة.

ومن المعتقد على نطاق واسع أيضا أن قطر لها علاقات مع جماعة ترتبط بتنظيم القاعدة معروفة باسم جبهة النصرة. وقد غيرت هذه الجماعة اسمها منذ انفصلت رسميا عن التنظيم وأصبحت الآن جزءا من تحالف تحرير الشام الإسلامي.

وفي حين أن قطر تنفي رسميا صلتها بجبهة النصرة فقد توسطت في إطلاق سراح رهائن تحتجزهم هذه الجماعة ومنهم أمريكيون وراهبات يونانيات أرثوذكس وأفراد من قوى الأمن اللبنانية.

من ناحية أخرى تدل الشواهد على أن المساعدات السعودية تستهدف الجماعات المدعومة من خلال برامج تديرها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وهي برامج شاركت فيها قطر أيضا إلى جانب دعمها للجماعات الأخرى.

كما لعبت الإمارات دورا كبيرا في ذلك البرنامج مع الأردن الذي يعتبر حليفا قويا للولايات المتحدة.

ولهذه الجماعات نفوذ أكبر في جنوب سوريا مقارنة بالشمال.

انقسام الشمال والجنوب

قال مصدر بالمعارضة مطلع على الدعم الأجنبي للمعارضين "سيزيد ذلك الانقسام بين الشمال والجنوب إذ أن الشمال تموله أساسا قطر وتركيا والجنوب يدعمه الأردن والتحالف" الذي تقوده الولايات المتحدة.

وقال مسؤول كبير بالمعارضة إن الأزمة الخليجية "ستؤثر بالتأكيد علينا. فالناس معروفون إما مع السعودية أو مع قطر أو مع تركيا. الانقسام واضح".

ومما يزيد من قلق المعارضة أن الأزمة قربت قطر من إيران التي أرسلت طائرات محملة بمواد غذائية إلى الدوحة. وقال مسؤول المعارضة "أي تقارب بين قطر وإيران أو أي دولة وإيران مصدر قلق بالنسبة لنا".

وقال مسؤول تركي كبير إن من الأهمية بمكان ألا تكتسب الأزمة القطرية "أبعادا أخرى".

وأضاف "هذه التطورات سيكون لها آثار مؤكدة على التطورات في سوريا وستتضح آثارها في الميدان. فقد تضعف العناصر التي تؤيدها قطر قليلا في الميدان".

وتخشى مصادر المعارضة أن تثير الأزمة الخليجية جولات جديدة من الصراع خاصة في الغوطة الشرقية قرب دمشق حيث يقاتل جيش الإسلام المدعوم من السعودية فيلق الرحمن المدعوم من قطر من حين لآخر منذ أكثر من عام. وساهمت هذه الاشتباكات في استرداد القوات الحكومية بعض المناطق.

وقد أصدرت السعودية ومصر والإمارات والبحرين الأسبوع الماضي قائمة بأسماء عشرات وصفتهم بأنهم إرهابيون على صلة بقطر من بينهم الشيخ عبد الله المحيسني السعودي الموجود في سوريا والمعروف بحشد التأييد للجماعات الإسلامية.

وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد وضعت اسمه ضمن قائمة سوداء بسبب دعمه لجماعة جبهة النصرة وقالت إنه جمع ملايين الدولارات للجماعة.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus