عيسى قاسم: موت الخواجة جريمة.. وعبدالرؤوف جمعة: لكن هل سألتم لماذا أحرق "البوعزيزي" نفسه"!

2012-04-06 - 10:50 ص





مرآة البحرين:
قال الشيخ عيسى قاسم إن "محاولة اسكات ثورات الشعوب بمزيد من سفك الدم الحرام يغذي حركتها"، مشيرا إلى "حالة استهتار في استخدام العنف من قبل السلطة وتجاوز لأي احساس بقيمة الانسان". ولفت قاسم إلى أن "اميركا تعطي للديكتاتورية في البحرين أكثر من مؤشر ودافع بممارسة مزيد من قمع الشعب لخنق صوته"، محذراً من أن موت الناشط الحقوقي عبد الهادي الخواجة "جريمة من جرائم الحكم وتدهور خطير جداً في الوضع الأمني".

وقال الشيخ قاسم، خلال خطبة الجمعة في جامع الإمام الصادق في الدراز، "ما أشد وهم وغباء من يحاول اسكات ثورات الشعوب وقبر مطالبها العادلة بمزيد من سفك الدم الحرام"، مضيفاً "يتصور أنه يردع الاخرين عن الإقدام على الشهادة، الأمر على العكس فلا شيء يغذي حركة الشعوب ويلهب ثوراتها كما هو دم الشهادة".

وأكد أن "أقبح ما ترتكبه حكومة من جرم أن تبالغ في سفك دم شعب ملتزم بالسلمية في حراكه كما عليه الشعب هنا"، مشددا على أنه "حكم ينطلق في قتله المفتوح للأبرياء واستباحته لدماء الشعب من منطلق أن هذا الشعب حشرات ضارة لا بد من أن تباد".

واعتبر قاسم أن "هناك حالة استهتار في استخدام العنف من قبل السلطة وتجاوز لأي احساس بقيمة الانسان وحق المواطنة"، مذكرا بأن "سحب من الغازات السامة تغطي المناطق السكنية في أي وقت من ليل أو نهار في حالة صمت تعم المناطق المستهدفة والناس في منازلهم"، موضحاً أنه "العبث بصحة الناس بحياتهم بمشاعرهم بأمنهم بكرامتهم بقيمتهم الانسانية".

وقال: "إنهم يريدون أن يقولوا إننا هنا أقوياء، إيئسوا من نيل الحقوق، لا تفكروا في الإصلاح، إننا غزاة مرتزقة، لا بد أن تركعوا وتسكنيوا خانعين وتسلموا تسليم العبيد"، قائلاً "تبقون على كلمتكم لن نركع إلا لله"، لافتا إلى أن "هذه السياسة الجاهلية الحمقاء صارت إلى تزايد لمؤشرين، واحد من قمة العرب تمثل في التغييب الكامل لقضية هذا الشعب، أو أن أذن أكثر العرب صماء عن كلمة الحق وعن استغاثة المظلوم أو أن الظالم لا ينتصر إلا للظالم".

وأردف قاسم أن "المؤشر الآخر من أميركا حامية الديمقراطية في العالم ورائدة التحرر للشعوب التي تدفع بالجيوش والأساطيل الحربية لإنقاذ انسان الأرض من قبضة الديكتاتورية المتسلطة حسب دعايتها"، مذكرا بأنها "تعطي للديكتاتورية في البحرين أكثر من مؤشر عملي وأكثر من تصريح مطمئن ودافع بممارسة مزيد من قمع الشعب لخنق صوته المطالب بالديمقراطية والحرية".

ولفت إلى أن "التصريح بأن الديكتاتورية في البحرين حليف استراتيجي لأميركا حيث يطلق في الظرف الذي ينكل فيه الحكم الحليف بالشعب، مؤداه أن الف شعب والف حرية والف ديمقراطية لا تساوي قلامة ظفر الحليف العزيز".

وتطرق إلى "العودة إلى القتل بالرصاص الحي المتعمد وفي صورة اغتيال شخصي واضح لمصور (الشهيد حسي اسماعيل) يحمل آلة تصوير فقط لتوثيق ما يجري في المسيرة"، قائلاً إن "الشهيد لا يشارك حتى في رفع الشعارات، لا يحمل حتى حجراً صغير"، مشيرا إلى "تزايد قمع الشعب واغراق المناطق بالسموم وتتدهور صحة الخواجة إلى حد الموت".

وتابع: "معروف لدى العالم أن "الديمقراطية والحرية ورقة اعلامية تستخدمها السياسة الأميركية لإسقاط حكومات وانظمة لا تلتقي ومطامعها، بغض النظر عن مدى ديمقراطية المستبدل والبديل".

وذكّر قاسم بأن "علينا أن نحرص على رص الصفوف وتجنب أي خطأ يحدث الخلخلة فيها، والنأي عما يوقعنا في شيء من المخالفة الشرعية، وأن لا نمس شخصية مؤمن من غير حق"، مردفا "الناس على درجات والحراك الشعبي لا يتقوم بالأقوى فحسب وإنما يتقوم بكل المستويات وبكل الجهود ولو بقي الأقوى وحده لما تحقق على يده المطلوب".

وتحدث قاسم عن الحكم على الناشط الحقوقي عبدالهادي الخواجة فأكد أنه "قائم على باطل من تعذيب لا يحتمل داخل السجون واعترافات تحت الضغط المكثف الذي يفوق طاقة الانسان"، معتبر أن "العقوبة لا موضوع لها حيث إن موضوعها التعبير عن الرأي السياسي الذي تكفله الدساتير وحقوق الانسان والأعراف الدولية".

وأشار إلى "الحالة الصحية للخواجة بالغة الخطورة والموت يحدق به وفي ذلك ما ينذر بأزمة حقوقية ووطنية سيئة جداً، وانعكاسات الأمر السلبية لا تخفى"، محذرا من أن "موته يمثل جريمة من جرائم الحكم التي لا تغتفر وتدهور خطير جداً في الوضع الأمني للوطن".

وأكد قاسم أن "البحرين ستبقى في دوامة من المشاكل والأزمات المتلاحقة حتى يستجيب الحكم للمطالب الشعبية العادلة"، مشددا على أن "هذه الاستجابة لا تحتاج إلى تدخل عسكري من أي جهة من الجهات"، مؤكدا أن "لا حل في تجييش جيوش لإسكات صوت الشعب الذي لن يسكت إلا بحلٍ مرضِ". وختم الشيخ قاسم بالقول: "استجابة الحكم في البحرين لما هو مقتضى العدل وتحقيق مطالب الشعب يحتاج إلى ضغط جدي من حلفائه الإستراتيجيين، بدل الكلمات والمواقف المشجعة له على عنفه وتعنته".

من جهته، أكد الشيخ "الأزهري" عبدالرؤوف مبارك جمعة حرمة "ظلم الناس، حرام بأي صورة كان وأكل أموالهم بالباطل، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق". وقال في رده على وزير الخارجية خالد بن أحمد آل خليفة الذي وجه أمس في حسابه على "تويتر" سؤالا إلى خطباء الجمعة عن "الرأي الشرعي في حديث الساعة .. من يجوّع نفسه حتى الموت" - في إشارة إلى الخواجه -: "إهلاك المرء نفسه وإتلاف روحه لا يجوز أن يكون علاجا إلى المظالم والمحرمات"، موضحاً "الواجب تغيير المنكر بالطرق المشروعة، وإن كانت طويلة النفس بطيئة الأثر".

غير أنه استدرك "لكن يجب أيضا النظر فيما أوجب هذا وأدى إليه، فالبوعزيزي التونسي - رحمه الله وغفر له - لم يفعل ما فعل إلا لمظالم كثيرة ناء كاهله عن حملها فأقدم على حرق نفسه وهو حرام وإثم".

وأوضح في مطالعة خاصة نشرها على مدونته اليوم الجمعة " كما نقول عن هذا الفعل ونحوه حرام يجب أن نجرم ونحرم ما أدى إليه أيضا من المحرمات والمظالم". وتابع جمعة "إذا تناول الخطباء اليوم هذا الأمر استجابة لطلب وزير الخارجية، فيجب عليهم قبل هذا أو بعده استنكار الظلم، لأنه لا يقدم على إتلاف نفسه عادة إلا مظلوم انقطعت به السبل".

وقال "ما أقبح أن يقتصر الخطيب على زجر البوعزيزي مثلا وتقبيح ما جناه على نفسه دون أن يتحدث عما دفعه إلى هذا دفعا حتى فقد لذة العيش وكره حياته وأقدم على إتلاف نفسه. ما أقبح الاقتصار على هذا دون ذكر ما اضطره إلى ذلك، وإذا فقد الكلام التوازن والإنصاف والعدل لم يؤت أكله ولم يثمر" على حد تعبيره.

وشدد جمعة على أن "تعذيب الناس في السجون وتخريب الممتلكات الخاصة والعامة حرام، والتحريق في الشوارع وإخافة الناس حرام، وتهديم المساجد دون حجة ناهضة حرام"، لافتا إلى حرمة "التمييز بتفضيل بعض الناس على بعض واستعمال الواسطة في الوظائف والحقوق والترقيات والتعدي على أوقاف الناس وحقوقهم وقذف الأعراض والفتنة بين الناس".

وأشار إلى أن "معالجة هذه المحرمات كلها لا يجوز أن يكون بوسيلة محرمة، فإهلاك المرء نفسه وإتلاف روحه لا يجوز أن يكون علاجا أو ردا على كل هذه المظالم والمحرمات"، معتبرا أن "الواجب تغيير المنكر بالطرق المشروعة وإن كانت طويلة النفس بطيئة الأثر".


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus