"السيدة وزيرة الخارجية" محقة بشأن البحرين

براين دولي - الهافينغتون بوست - 2016-11-09 - 4:36 م

ترجمة مرآة البحرين

صخب ما قبل الانتخابات في واشنطن يضج بالشّائعات حول من سيحصل على أي وظيفة في الإدارة الجديدة. من المرجح أن يصبح نائب الرّئيس جو بايدن وزير الخارجية الجديد في حال كانت الرّئاسة لآل كلينتون من جديد.

المفضلة لدي؟ إليزابيث ماك كورد، وهو دور عن وزارة الخارجية أدته تيا ليوني في سلسلة سي بي إس الشهيرة "السيدة وزيرة الخارجية" Madam Secretary . هي تطرح الأسئلة الصحيحة بشأن الأصدقاء القمعيين لواشنطن في البحرين. الشهر الماضي، في حلقة Sea Change، سألت عن سبب كون النظام الدكتاتوري حليفًا للولايات المتحدة، متسائلة على صوت عال عن سبب تمركز الأسطول الأمريكي الخامس هناك، وقائلة إن "مكان الأسطول هو دليل إضافي عن سبب كوننا عالقين في طريقة التفكير القديمة. لماذا ما نزال في البحرين أساسًا؟ لماذا يتوجب على الولايات المتحدة أن تبذل ثروتها ودماء جنودها في الخليج، لتساعد دولًا ذات سجلات مريعة في مجال حقوق الإنسان وتدافع عنها، في حين تبقى الدول مثل تونس -التي تشاركنا فعليًا قيمنا- من دون مساعدة؟

إنها فكرة سديدة، د. ماك كورد. للأسف إنها فقط شخصية على شاشة التلفاز، وهي تقول فقط أنواع الأمور التي يتوجب على وزير الخارجية في الحياة الفعلية، جون كيري، أن يقترحها. كيري لا تنقصه الشعارات الجيدة في الخطابات حول حقوق الإنسان، بما في ذلك المطالبة المذهلة التي أدلى بها في جلسة الاستماع لتسميته في مجلس الشيوخ في يناير/كانون الثاني 2013، عندما أعلن أن "الناس في العالم كله ينظرون إلى الولايات المتدة للقيادة. نحن معروفون على أننا الدولة التي لا غنى عنها لسبب وجيه. لا يوجد دولة تملك فرصة أكثر منّا لتعزيز قضية الديمقراطية ولا يوجد دولة ملتزمة بقضية حقوق الإنسان مثلنا".

إنه بيان إلى حد بعيد، بأنه لا يوجد دولة ملتزمة بحقوق الإنسان كما الولايات المتحدة. لقد تم الإدلاء به من دون استثناءات أو شروط -وكيري لم يقل إنه "نحن ملتزمون في الغالب ولكن ليس في البحرين أو مصر أو إثيوبيا أو أي الأماكن الصعبة الأخرى".

لكن وزارة كيري فشلت باستمرار عندما يتعلق الأمر بالوقوف في وجه القمع الذي يمارسه حلفاؤها. أصابع مسؤولو وزارة الخارجية متقرحة من لوي الأيدي بسبب سجن المعارضين في البحرين، لكن الأمر لا يساعد كثيرًا، واستراتيجية الولايات المتحدة بشأن البحرين هي سامسونغ غالاكسي Note 7  لعالم السياسة الخارجية -خطيرة بشكل صادم وبحاجة ماسة لاسترداده.

نعم، البحرين تستضيف الأسطول الأمريكي الخامس، وهناك علاقة عسكرية طويلة الأمد بين البنتاغون والمنامة. نعم، إنه اختبار صعب للقيم التي تزعم إدارة أوباما أنها تعززها. لكن هذا كله سبب إضافي لعدم تهميش الديمقراطية وحقوق الإنسان لصالح التعاون العسكري القصير-الأمد.

الاستهداف المكثف لنشطاء حقوق الإنسان وقادة المعارضة المسالمين على مدى الأشهر الخمسة الماضية  تسبب ببعض الاحتجاجات من قبل وزارة الخارجية الأمريكية لكنه لم يؤد إلى أي نتائج فعلية على العلاقة الوثيقة مع الأسرة الحاكمة في المملكة. المدافعون البارزون عن حقوق الإنسان  أُجبِروا على أن يكونوا في السجن أو المنفى، من دون بقاء أي مساحة فعلية للمعارضة السلمية.

سيكون أمرًا رائعًا أن تخطو الحياة خطى الفن فيما يتعلق بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة، لأنّه يبدو أن كاتبي سيناريو مسلسل Madam Secretary  لديهم فهم أفضل بكثير لما هو ضروري، مما تفعل إدارة أوباما، إذ يثيرون قضايا حقوق الإنسان ويطرحون الأسئلة الصحيحة بشأن الأمور التي تظن أمريكا أنها تتخذ موقفًا لأجلها.

ماك كورد أصابت في الحلقة التي عُرِضت في 2 أكتوبر/تشرين الأول، مصرة على أن "البحرين لا شأن لها باستراتيجيتنا في محاربة الإرهاب. ونحتاج لأن نكون صادقين مع أنفسنا بشأن التحديات الحقيقية التي نواجهها، أو أننا سنواجه مستقبلًا يتضمن المزيد والمزيد من التضحية بأرواح الأمريكيين، ومن أجل ماذا؟... أعني، تحديدًا متى بدأت الولايات المتحدة باتخاذ كل قرار استنادًا إلى الأسباب الاستراتيجية والسّياسية للمتلقي؟

على وزارة الخارجية أن تحصل على بعض من عدسات ماك كورد لتساعدها في قصر نظرها بشأن البحرين، وأن تستعير حوارها لتبدأ بسؤال نفسها عن سبب تقديمها دعمًا سياسيًا يساعد على استهداف نشطاء حقوق الإنسان.

النص الأصلي    


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus