مظاهرة الباكين شوقا إلى اللؤلؤة... إغلاق جسر السيف وحالة طوارئ تعم البلاد

2012-02-13 - 3:09 م



 
 

مرآة البحرين- جسر السيف- إلى جانب دوار اللؤلؤة (خاص): قامت أجهزة الأمن والمرور بإرجاع مئات السيارات القادمة من السعودية ومدينة حمد والرفاع إلى جهة العاصمة عبر الشارع السريع، وذلك بعكس مسارها في مشهد هو الأول من نوعه منذ قمع الاحتجاجات المركزية المناهضة للنظام في دوار اللؤلؤة،  وقطع الشارع السريع (شارع خليفة بن سلمان) تماما من الجانبين، كما أكدت وزارة الداخلية عبر حسابها في تويتر.
 
ووصل عشرات الآلاف من المتظاهرين لأول مرة إلى جسر السيف المطل على دوار اللؤلؤة بقيادة نبيل رجب، واتجهت الحشود التي انطلقت بداية في مسيرة مرخصة للجمعيات السياسية إلى الشارع العام غير مبالية بتواجد عشرات الآليات والمركبات الأمنية، وذلك في أضخم تظاهرة من نوعها منذ منتصف مارس/آذار 2011، كما وصفتها وكالة أسوشيتد بريس.

إلى ذلك أعاد مشهد المواجهات على شارع السيف ذكرى يوم المرفأ المالي الذي شهد مواجهات عنيفة بين قوات الأمن والمعتصمين في دوار اللؤلؤة العام الماضي، وكان التأثر باديا على وجوه المتظاهرين والمتظاهرات وضج بعضهم بالبكاء وهم يهرولون تجاه الدوار في مشهد استثنائي.
 
وأطلقت القوات عددا هائلا من قنابل الغاز والقنابل الصوتية تجاه المحتجين، ما حول الشارع العام إلى ساحة مواجهة ضخمة، وزحف مئات آخرون قاصدين الوصول إلى الدوار من اتجاه آخر في نفس الوقت.
 
 واستحوذت التظاهرة الكبرى على اهتمام الإعلام الدولي، حيث سلطت وسائل الإعلام الأجنبية الأضواء على البحرين مع تصاعد الاحتجاجات عشية الذكرى الأولى لثورة 14 فبراير. من جانبها قالت وكالة أسوشيتد بريس إن أنصار المعارضة لم تردعهم تحذيرات السلطة من عدم التسامح مع الأنشطة المناهضة للحكومة، وأكدت أن أكثر من 50 مركبة أمنية ملأت موقع "ساحة الحرية" بالمقشع عقب هذه المواجهات.

بدورها قالت وكالة الأنباء الفرنسية إن البحرين تعيش مأزقا سياسيا بعد سنة من اندلاع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية، بالرغم من الحملة القاتلة التي شنتها الأسرة الحاكمة السنية على المتظاهرين الشيعة، وأضافت أن المتظاهرين كانوا يرددون هتافات تنادي بسقوط الملك حمد، وأشارت وكالة الأنباء إلى تصاعد المخاوف من مزيد من الاضطرابات.
 
ولوحق المتظاهرون إلى نقطة انطلاق المسيرة المرخصة عند دوار "جدحفص" وحتى داخل القرى، وقالت الطبيبة فاطمة حاجي إن قوات الأمن لاحقتهم حتى مجمع كونتري مول في شارع البديع، فيما قال شاهد عيان إن قوات الأمن احتلت مقبرة جدحفص وصوبت قنابلها تجاه السيارات والمارة، ورشحت أنباء عن اعتقال عدة متظاهرين بينهم فتيات، وادعت وزارة الداخلية أنها واجهت عنف المتظاهرين بعد أن ألقوا على رجال الأمن قنابل المولتوف والحجارة، ووصفت المسيرة التي نظمتها الوفاق بغير السلمية.
 
إلى ذلك تعرض عشرات المتظاهرين إلى إصابات مختلفة بعضها خطير، فيما تعرض الناشط نبيل رجب إلى حالة اختناق حادة. في الوقت ذاته قال عضو المجلس العلمائي محمد الغريفي إن قوات الأمن تعرضت لمجموعة من رجال الدين بالضرب والركل والشتم ونزعت عمائمهم وسرقتهم.
 
وبدت شوارع العاصمة المختلفة في حالة طوارئ واستنفار عام، وتمركزت العديد من النقاط الأمنية في الكثير من الشوارع بما فيها التي لم تشهد أية اضطرابات، وشوهد جنود مترجلين على قارعة الطريق وشاهرين أسلحتهم، فيما ظلت القرى القريبة من الدوار محاصرة ومغلقة.
 
 ومنعت السيارات من الوصول إلى جسر السيف تماما، وقدمت الداخلية اعتذارها عما قالت إنه إرباك في الحركة المرورية بسبب "المخربين"، فيما بدا أن الحملة الأمنية أثبتت فشلها الذريع في وقف تقدم المتظاهرين. يذكر أن رئيس الوزراء وجه اليوم جميع السلطات إلى أن تجعل "الأمن والاستقرار" أولوية في عملها.

 إلى ذلك شوهدت عشرات المركبات الأمنية تنطلق سريعا في مختلف الشوارع وهي تشغل صافراتها ومصابيح الإنذار الزرقاء، وقال شهود عياد إن مختلف قرى شارع البديع والعاصمة اجتيحت من هذه القوات التي لا زالت تحتل شوارعها بكثافة غير مسبوقة، وتعرض أحد البيوت بقرية السنابس إلى حريق كبير جراء قنبلة غاز ألقيت عليه، فيما ادعت وزارة الداخلية أنه احترق بفعل زجاجة مولوتوف.

 ولا تزال المواجهات التي تحولت إلى داخل القرى تجري حتى وقت كتابة هذا التقرير.



التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus