براين دولي: جيل من النّضال من أجل حقوق الإنسان

2015-08-12 - 4:18 م

براين دولي، صحيفة الهافينغتون بوست

ترجمة مرآة البحرين

كلنا فعلنا أشياء لسنا فخورين بها. في المراقص في أوائل الثمانينيات، اعتدت الرّقص وحدي على أنغام "هيا إيلين" لنجم الروك ديكسي، وهي رقصة غاضبة، مزيج من رقصة النهر (ريفردانس) و قرع الطّبول.

ذكريات تلك الأيام يتم استبدالها جزئيًا بمعرفتي  أنني كنت أيضًا متدربًا في الكونغرس الأمريكي، وباحثًا عن التّشريع المناهض للفصل العنصري مع السيناتور تيد كينيدي. في ذلك الوقت، كان طالب شاب آخر، جيم ماكغفرن، يتدرب لدى سيناتور آخر عن ماساشويتس، جورج ماكغفرن، ويعمل مع النّائب جيم مواكلي، وهو أيضًا من ماساشويتس. في أيّام ما قبل الإنترنت تلك، بحث كلانا في مجال حقوق الإنسان - هو ركز في بحثه على انتهاكات الجيش السلفادوري، وأنا ركزت على الفصل العنصري، محاولًا تحديد كيفية إيقاف شراكة الولايات المتحدة في انتهاكات حقوق الإنسان في تلك الأماكن وغيرها.

قضى ماكغفرن الأعوام الـ 19 الماضية كنائب في الكونغرس، وكرئيس مشارك في لجنة توم لانتوس لحقوق الإنسان في السّنوات الـ 7 الأخيرة. في ذلك الوقت، أثار مرارًا وتكرارًا قضايا حقوق الإنسان في عشرات البلاد من بورما إلى كولومبيا إلى السّودان وغيرها. الآن أكّد أنه سوف يعرض التّشريع في مجلس النّواب لحظر بيع بعض الأسلحة إلى البحرين إلى أن تؤكد وزارة الخارجية أن البحرين نفذت بشكل كامل توصيات اللّجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق كلّها، على غرار مشروع قانون قدمه كل من السيناتور رون وايدن وماركو روبيو هذا الأسبوع.

ماكغفرن كان ثابتًا في الدّفاع عن البحرين في هذه السّنوات القليلة الماضية، في وقت كان فيه آخرون في الحكومة الأمريكية يريدون التٌّقرب من الدكتاتورية هناك.

انتقد ملاحقة وسجن المدافع البارز عن حقوق الإنسان  نبيل رجب مرارًا وسجن الكادر الطّبي بعد معالجتهم المحتجين وأخبر وسائل الإعلام الدّولية الحقيقة عن الهجمات على المدنيين وحذّر من أن القمع في البحرين سيسبب انعدامًا للاستقرار، الأمر الذي لن تستطيع الولايات المتحدة تحمله.

حين أسمع النّاشطين من أجل حقوق الإنسان في البحرين يتحدثون عن ماكغفرن، يذكرني ذلك بما اعتاد الجنوب أفريقيون المناهضون للفصل العنصري قوله لي عن تيد كينيدي: إنّه صديق نادر في الكونغرس ينتقد الظّلم في حين يبقى سياسيون أمريكيون آخرون صامتين، ويتمنون لو كان في البيت الأبيض. وما يقوله مسؤولو الحكومة البحرينية عن ماكغفرن هو ما اعتادت حكومة الفصل العنصري قوله عن كينيدي: إنّه لا يفهم أنّ بلادهم ليست جاهزة للديمقراطية، إنّه يتدخل في ما لا يعنيه، وهو يؤمن بكل شيء يسمعه من المتطرفين. ولكن في حين سمح نظام الفصل العنصري بزيارة كينيدي في العام 1985، كان البحرينيون قلقون جدًا بشأن كون ماكغفرن سيرى الوضع بنفسه في العام الماضي لدرجة أنهم رفضوا السّماح له بدخول البلاد.

أمضت رولا الصّفار 18 عامًا تدرس وتعمل في الولايات المتحدة، وشغلت منصب رئيس نقابة الممرضين في البحرين. تم استهدافها في العام 2011. قالت إنّها "كانت واحدة من عشرات العناصر في الكادر الطّبي الذين تم استهدافهم بعد معالجتهم المحتجين المصابين خلال المواجهات مع النّظام. وأضافت أنّه "بعد اعتقالي لأشهر وتعذيبي لإجباري على الإدلاء باعتراف كاذب، تمت إدانتي من قبل محكمة عسكرية وحُكِم عليّ بالسّجن 15 عامًا. كنت أحد المحظوظين الذين أُفرِج عنهم لاحقًا، لكن كان لدي حلفاء قليلون وقفوا بجانبي في نضالي من أجل العدالة. النّائب جيم ماكغفرن، أحد القادة الأمريكيين القليلين الذين عملوا من أجل تأمين العدالة لشعب البحرين، كان استثناءً. تحتاج الحكومة الأمريكية إلى المزيد من أمثاله. حين يكون حلفاء الولايات المتحدة مذنبين بالتّعذيب وانتهاكات أخرى في مجال حقوق الإنسان، قلة نادرة من القادة الأمريكيين مستعدون إلى حد بعيد للحديث عما هو صواب" .

لقد مر وقت طويل منذ أيام ديكسي والثّمانينيات، ومنذ استلام ريغان الرّئاسة للمرة الأولى، ومنذ الحملة المناهضة لعقوبات الفصل العنصري، ومنذ السّنوات الأولى للحرب الأهلية في السّلفادور. ماكغفرن ساهم في جيل من العمل في مجال حقوق الإنسان في الكونغرس منذ بدئه العمل كمتدرب، وموظف ونائب. من المؤسف أنّه لا يوجد المزيد من أمثاله.

التّاريخ: 10 أغسطس/آب 2015

النّص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus