لتسوية شكوى قدّمتها منظمة ADHRB: "فورمولا 1" تصدر سياسة لمراعاة اعتبارات حقوق الإنسان في البحرين خلال إقامة السباق

2015-04-11 - 2:29 ص

مرآة البحرين (خاص): أعلنت الشركة المالكة لسباق "فورمولا 1" عن التزامها باحترام حقوق الإنسان المعترف بها عالميًا في جميع أعمالها، للمرة الأولى في تاريخها، وذلك في أعقاب شكوى قدّمت ضدّها أمام الهيئة الحكومية البريطانية المختصّة بتنظيم عمل الشركات متعددة الجنسيات، بخصوص عدم مراعاة إدارة الفورمولا 1 للاعتبارات الواجب الالتزام بها في ما يتعلق باحتمال التأثير على وضع حقوق الإنسان في البحرين، رغم إقامتها إحدى جولات السباق هناك.

وكانت منظمة "أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين" ADHRB قد قدّمت هذه الشكوى للهيئة البريطانية المختصّة في العام 2014، لإخضاع إدارة الفورمولا 1 للقواعد التوجيهية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، والتي تلزم بها بريطانيا كل الشركات التي تعمل على أراضيها.

وبحسب بيان مشترك صدر عن منظمة ADHRB وإدارة شركة الفورمولا 1 (ونشرته المنظّمة على موقعها) فقد ألزمت الفورمولا 1 نفسها باحترام حقوق الإنسان في البحرين والدول أخرى التي تمارس نشاطها فيها، وعليه فقد سحبت المنظّمة الشكوى، وقرّرت عدم اتخاذ أي خطوات أخرى فيها.

وشمل هذا الالتزام إصدار الفورمولا 1 سياسة لمراعاة الاعتبارات اللازمة، والتي من خلالها يتم تقييم أي تأثير قد تحمله نشاطاتها على أي دولة مضيفة، بما فيها تأثيرها على وضع حقوق الإنسان في البحرين، واتّخاذ الخطوات الضرورية للتخفيف منه.

وقد نشرت المنظّمة هذه السياسة على موقعها الرسمي في شبكة الإنترنت، ووعدت بتنفيذها بحسب البيان المشترك. وشملت "السياسة" أن تقوم الشركة المالكة للسباق بتركيز جهودها لدعم حقوق الإنسان في الدول التي تملك تأثيرا عليها، من خلال مراقبة الآثار التي يحتمل أن تخلّفها أنشطتها على حقوق الإنسان هناك، وكذلك تحديد وتقييم أي آثار سلبية تقع على حقوق الإنسان، يمكن أن تكون الفورمولا 1 متورّطة فيها، من خلال نشاطها هناك، أو من خلال علاقاتها التجارية التي تقيمها.

وقالت الفورمولا 1 أيضا إنها ستنظر في رد عملي على أي قضايا تثار نتيجة سياسة "مراعاة الاعتبار" هذه، في السياق ذي العلاقة، وإنّها ستنخرط في مشاورات ذات معنى مع الأطراف ذات العلاقة بهذه القضايا.

وبحسب منظمة ADHRB، فإن هذه السياسة الجديدة تعكس خطوة أولى هامة في التصدي لانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكب في البحرين خلال السباق السنوي للفورمولا 1.

وحيّت المنظّمة قرار الفورمولا 1 وشكرت كلا من المملكة المتحدة وإيرلندا الشمالية على دورهما الناجح في التوسط لإصدار مثل هذا القرار، لتسوية القضية.

وكانت شكوى ADHRB إلى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية قد أشارت إلى التأثيرات السلبية لتنظيم سباق الفورمولا 1 السنوي على وضع حقوق الإنسان في البحرين. وقد قبلت الهيئة الحكومية المختصة في بريطانيا الشكوى باعتبارها جديرة بالتقييم "بخصوص القضايا المتعلقة ببطولة الفورمولا العالمية وأنظمة إدارة الفورمولا 1 من حيث الاعتبارات الواجب مراعاتها، وسياسة حقوق الإنسان والاتصالات مع أصحاب المصلحة وشركاء الأعمال"، واقترحت أن تتوسط الجهات المعنية من أجل تسوية الأمر والتوصّل إلى حل يرضي الطرفين.

نبيل رجب، عضو المجلس الاستشاري في منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية ورئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان، كان ضمن الذين لعبوا دورًا أساسيًا في عملية الوساطة. وبينما كانت عملية الوساطة سارية قبل حلول موعد سباق عام 2015 بأسبوعبن، اعتقلت السلطات البحرينية نبيل رجب. ADHRB رأت أنّ اعتقال رجب يمثّل إشارة على أنّ الحكومة لن تتطرّق لأي انتقادات أو معارضة قبل السباق وخلاله، الأمر الذي أثار في السابق عددا كبيرا من التظاهرات المناهضة للحكومة.

من جهته قال مدير المنظّمة حسين عبدالله إنّ "هذا التطور في سياسات الفورمولا 1 بخصوص حقوق الإنسان يشكّل خطوة كبيرة نحو تقدّم حقوق الإنسان في البحرين وفي كل أنحاء العالم. نأمل أن تفهم حكومة البحرين أنّها لا تستطيع تعذيب مواطنيها، وقمع الاحتجاجات السلمية، وإسكات المعارضة من دون مواجهة تداعيات خطيرة ومن دون مساءلة".


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus