"مرآة البحرين" تحاور مهندس 14 فبراير في أول ظهور له.."صاحب الأحبار" يعشق جيفارا ويحلم بإقامة برلمان للشباب!

2011-11-13 - 2:19 م



* هندس دعوة 14 فبراير افتراضياً واختار "اللؤلؤة" مكاناً لتمركز الثوار وطوّق المنامة ب"الكرامة" و"السهام"
* تعقبتني المخابرات وفشلت.. وأقسى اللحظات كانت مشاهدتي سوْق النساء إلى السجون وتعذيبهن
* أريد إسقاط النظام ولكن (؟)... من هذا المنطلق أدعم "وثيقة  المنامة"
* لم يعتريني اليأس ولامرة.. وأرى الانتصار حليفنا وبسيوني "خطة" سنفشلها

مرآة البحرين (خاص): ثمة عقول  يمكن تسميتها بالخطيرة على الطغاة، ذلك أنها عقول تشبه خيطاً طويلاً من الأمل والخيال الخصب، والأهم الإرادة. الكتابة بالحبر لتغيير الواقع تحولت في زمن "الربيع العربي"، لم تعد كتابة إنشائية أو رؤية نخبوية، ففي عصر "تويتر" و"فايسبوك"، صار الحبر فعلاً... وتغيّر كل شيء‫.‬
من كان يصدق أن شاباً بحرينياً سيسأل عما إذا كان يمكن إقامة ثورة وتقوم ثورة بالفعل‫! ‬ يسألُ عن مكان مركزي لاعتصام هذه الثورة، فتأتيه الأفكار سريعاً، فيختار من بينها دوار اللؤلؤة الذي ستسمى الثورة لاحقاً باسمه، وينطبع مثل وسم لا يمّحي. يقترح أن يخرج طوفان من السيارات لمحاصرة العاصمة على شكل طوق أسماه "طوق الكرامة" وفعلاً تتمّ محاصرة العاصمة بالسيارات‫. يدعو لقطع الشوارع الرئيسة ويسمي عمليته "سهام  الكرامة"، وفعلا ينجح الأمر‫….‬ يا لهذا الحبر‫!.‬‬
"صاحب الأحبار"، وهو الاسم الحركي الذي لشاب بحريني يتخفى وراءه استطاع فعل كل هذا. يسرح طويلاً في التفكير، يقول إن لديه فكرة جديدة سيطلقها من على منبر صفحة ثورة 14 فبراير البحرين، يسميها فكرته الجديدة‫:‬ "انتصار الكرامة"‫.‬
يؤكد "صاحب الأحبار" الذي اختار أن يضع صورة الثائر الأممي تشي جيفارا في بروفايله الشخصي على حسابه في "تويتر"، لدى سؤاله، أنه "مع اختلافي عن بعض توجهات الثائر تشي جيفارا، لكنه شخص مُلهم ومتعدد المواهب". يتنبأ، وهو من عاش في رحم المعاناة والمآسي كما وصف نفسه، بأن زخم الثورة البحرينية سيتصاعد إذا لم يعكس تقرير لجنة تقصي الحقائق بقيادة القاضي محمود بسيوني حقيقة الفظائع والانتهاكات التي قام بها النظام البحريني ضد الشعب. ويرى أن الشعب البحريني لا ينقصه شيء ليحقق انتصاراً تاريخياً يسترد عبره حقوقه المُضيّعة، وأمنياته أن تكون هناك قيادة سياسية وميدانية موحدة.
ماذا بعد الانتصار؟ حلمه بسيط، يريد "صاحب الأحبار" تأسيس جمعية شبابية وبرلمانا للشباب البحريني. "مرآة البحرين" التقته آخر الأسبوع الماضي، وفيما سيأتي مقتطفات من الحوار معه:

مرآة البحرين: بتاريخ 26 يناير/ كانون الثاني عقب انتصار الثورة المصرية بيوم، اقترحت تحديد يوم للثورة في البحرين. كيف واتتك الفكرة، وهل توقعت قيام ثورة فعلاً؟

صاحب الأحبار: الفكرة أتت في سياق القطار الذي انطلق مع الثورات العربية الذي بدءاً من تونس، حتى مصر، ثم إلى كل دولة عربية يحكمها طاغية. لأن البحرين لا تقل شأناً عن بقية الدول العربية، فقد كنت أتوقع أن يخرج الشعب، وخصوصاً الشباب، في 14 فبراير/ شباط للمطالبة بالمملكة الدستورية. وقد عبرت عن رأيي في ذلك في ملتقى البحرين (بحرين أونلاين)، وأوصيت الشباب بالسلمية. الشكر لكل أعضاء الملتقى الذين ساندوا وشاركوا في التحشيد للثورة في 14 فبراير/ شباط.

المرآة: من الذي أنشأ صفحة 14 فبراير البحرين، أنت أم شخص آخر؟

الأحبار: نعم،أنشأت أول صفحة تدعو للثورة في البحرين، وهي صفحة "ثورة 14 فبراير البحرين" ومازلت أديرها مع كوادر حركة شباب 14 فبراير، وأول بيان ألقي في ميدان اللؤلؤة، هو بيان الصفحة وهو مشابه تقريباً ل"وثيقة المنامة" الأخيرة الصادرة عن الجمعيات السياسية.

المرآة: من الذي اقترح دوار اللؤلؤة مكاناً لتمركز الثورار؟

الأحبار: أعضاء في "ملتقى البحرين" اقترحوا ذلك، في الواقع لقد اقترحوا أماكن عدة لإقامة اعتصام مركزي، منها الكورنيش والنادي البحري وباب البحرين ودوار اللؤلؤة. أعقب ذلك نقاش حول سلبيات وإيجابيات هذه المواقع، شخصيا ارتأيت أفضلية موقع دوار اللؤلؤة، وأعلنت عنه في صفحة الثورة.
 
المرآة: هل أنت من أعضاء ائتلاف 14 فبراير، أم تعمل لوحدك؟

الأحبار: أنا قيادي في حركة شباب 14 فبراير، ولنا بياناتنا الخاصة التي نعلن عنها في صفحة الثورة، ولكنني وبسبب نشاطي السياسي والميداني على اتصال مع الائتلاف، وأتفق معه في معظم فعالياته. صحيح لدي بعض التحفظات على بعض الفعاليات، ولكننا طبعا نشترك في الهدف. وحبذا لو كان للائتلاف جناح سياسي وتعليقات على التطورات السياسية المتلاحقة.

المرآة: ما شعورك بعد نجاح عمليتي طوق الكرامة وسهام الكرامة؟


الأحبار: لم أكن متفاجئاً بنجاح العمليتين بحكم معرفتي بعزيمة الشباب، وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى تم تنفيذ العمليتين حسبما كان مخططاً له. على أننا نبني عليهما فنأخد الإيجابيات والسلبيات لإبراز فعاليات ضاغطة أكثر على النظام.

المرآة: كيف تقيم أداء الجمعيات السياسية؟

الأحبار: أقدر مجهود الجمعيات السياسية وإخلاص كوادرها الوطنية، ولكن أرى أن أداءهم لم يكن بالمستوى المطلوب مع ما يتوفر لديهم من قدرة تنظيمية وقاعدة شعبية وموارد مالية. كجمعيات سياسية تناضل من أجل الشعب لاسترداد حقوقه الوطنية المشروعة، أتوقع منهم أن يمدوا جسور التواصل مع مختلف أطياف الشعب والتعاطي الإيجابي مع تساؤلاتهم وهواجسهم واقتراحاتهم وانتقاداتهم وتقديم الدعم والمساهمة في فعالياتهم المستقلة عن الجمعيات، وكذلك عدم التعاطي بشكل نخبوي.

المرآة: ماذا تستشرف بالنسبة لمسار الثورة البحرينية، تتعاظم أم تنكفئ؟

الأحبار: طبعا هي تتجه للتعاظم، والمراقب يستطيع ملاحظة ذلك، خصوصا منذ انطلاق فعالية "طوق الكرامة"، وبعدها تصاعد الزخم في العديد من الفعاليات ك"طوفان المنامة" و"سهام الكرامة" و"فجر الحرية"، وأتوقع أن يزداد الزخم أكثر، خصوصا إذا لم يعكس تقرير بسيوني حجم و فظاعة الانتهكات التي اقترفها النظام.
 
المرآة: برأيك، بعد 8 أشهر، هل حققت ثورة 14 فبراير أية إنجازات؟


الأحبار: في نظري، الإنجازات الحقيقية للثورة هي تحقيق مطالبها، وحتى الآن لم تتحقق. ولكن هناك العديد من النتائج الإيجابية للثورة، أهمها زيادة الوعي السياسي لدى الشباب والجيل الصاعد، وخروج كوادر شبابية وطنية جديدة في مختلف الأصعدة، وكذلك الدعم والتعاطف الدولي للحركة المطلبية، إضافة إلى فضح الوجه الوحشي والدكتاتوري للنظام واتساع نطاق الحراك السياسي وتنوعه.
 

المرآة: أنت تضع صورة الثائر الأرجنتيني تشي جيفارا في بروفايلك الشخصي على الإنترنت، لماذا جيفارا بالذات؟

الأحبار: رغم اختلافي مع بعض توجهات تشي جيفارا إلا أن شخصية وسيرة هذا الرجل ملهمة، لما كان يمتلك من طاقات وتعدد في المواهب. فهو طبيب ومفكر وكاتب ودبلوماسي وقائد عسكري ميداني. إن هذا التنوع الحركي قلما نراه بين المناضلين، فهم إما يقتصرون على الحراك السياسي ويتركون العمل الميداني أو العكس.
 
المرآة: هل تعتقد بإمكانية العودة إلى إقامة اعتصام مركزي في مكان حساس كما كان في دوار اللؤلؤة، ولماذا تحفظت على فكرة العودة إلى الدوار يومي 22 و24 سبتمبر/ أيلول الماضي الذي توافق مع الانتخابات التكميلية؟

الأحبار: لنكن واقعيين، لا يمكننا أن نحرر الميدان بصدور عارية في مقابل عسكر ليس في قلوبهم ذرة من الإنسانية. ولكن يمكننا أن نضغط عليهم بتحركاتنا السلمية الميدانية والسياسية والإعلامية، بحيث نجبرههم على الانسحاب، ومن ثم نستعيد الميدان بأقل الخسائر. من هذا المنطلق لم أؤيد فكرة العودة للميدان بالطريقة التي طرحها الائتلاف، لأن الهدف غير ممكن ميدانيا وكان في ذلك استنزاف للطاقات الشبابية.

المرآة: لك موقف سلبي جدا من لجنة بسيوني، هل تشرح أهم مؤخذاتك؟


الأحبار: أنا أرى أن لجنة بسيوني كلمة حق يراد بها باطل، فهي مؤامرة من النظام والدول الغربية للالتفاف على المطالب الشعبية وتبرئة النظام من الجرائم الإنسانية التي ارتكبها، وكذلك هي تمهيد  لخارطة طريق، أو حل للأزمة يقوم على رؤية النظام، عبر تقديم إصلاحات شكلية وتحسين الوضع المعيشي وتعويض المتضررين. حينئذ تكون المعارضة في موقف محرج دوليا من مواصلة الحركة المطلبية، ثم من بعدها يضعف الدعم الدولي لها فتضعف قاعدتها الشعبية. وهكذا يضرب النظام عصفورين بحجر: إنهاء الأزمة من جهة، و تبرئة النظام. غير أننا ندرك حجم هذه المؤامرة ونعمل على إفشالها بمواصلة الفعاليات الميدانية قبل وبعد إصدار التقرير، حتى ساعة تحقيق المطالب التي خرج من أجلها شهداؤنا الأبرار.
 
المرآة: هل لديك فكرة جديدة بعد عمليتي "طوق" و"سهام" الكرامة؟


الأحبار: لدينا العديد من الأفكار وسنعلن عن بعضها على حسب متطلبات الوضع الميداني والسياسي. ولكن في الأيام القادمة سنعلن عن عملية نوعية تهدف للضغط على النظام للإفراج عن المعتقلين والسماح لنا بإعادة تدشين الاعتصام المركزي في الميدان، وهي عملية تتميز بالشمولية والاستمرارية معاً.
 
المرآة: تعرف نفسك بأنك قيادي في حركة 14 فبراير، هل هذا إطار تنظيمي يحمل هذا الاسم أم المقصود الحركة الشعبية بالبحرين بصورة عامة؟

الأحبار: حركة شباب 14 فبراير تنظيم شبابي يضم شباباً في الداخل والخارج، ويتألف من كوادر شبابية أغلبهم طلاب جامعيون ومن ضمنهم رجال أعمال ومحامون ومهندسون. نحن نتحرك بسرية تامة في الأعمال الميدانية، ولكن نشارك ونساهم بشكل علني في مختلف الفعاليات بشكل فردي.
 
المرآة: هل ترى أن الحل الواقعي في البحرين هو إسقاط النظام أم الملكية الدستورية الحقيقية؟

الأحبار: مبدئيا طبعا أنا أريد إسقاط النظام الذي أهان كرامتنا و قتّل و عذّب شهداءنا واعتدى على نسائنا وأهان علماءنا وروّع أطفالنا وهدّم مساجدنا وقطع أرزاقنا. ولكن واقعيا و ميدانيا أعلم بأن ذلك غير ممكن بناءً على إمكانيات الشعب، ما لم يكن مصحوباً بتدخل دولي أو عسكري وهو أمر مستبعد، في ظل الموازين الحالية. وفي جميع الحالات ستكون التكلفة باهضة جداً من الأرواح والدماء. من هذا المنطلق أنا أدعم "وثيقة المنامة"، ولكن لا أنكر حق الشعب بتقرير مصير النظام كونه مصدر السلطات جميعا. شخصيا، أرى الحل الأمثل هو إسقاط حمد وتحقيق الملكية الدستورية بقيادة ولي العهد وهذا غير ممكن تحقيقه كذلك. بالنسبة لمطالب "وثيقة المنامة، فهي لن تتحقق ما لم ترفق بالتصعيد الشعبي الشامل وتفعيل مختلف أشكال العصيان المدني.

المرآة: ما تقييمك لعملية "بنك الكرامة" وتصفير البنوك التي جرت والجارية حتى الساعة، هل كان التفاعل قوياً؟

الأحبار: فعالية ممتازة وقمنا بدعمها، نحن دعونا لذلك بعد قمع الميدان. مؤشر التفاعل مع فعالية "بنك الكرامة" يدل على تعاظم زخم الثورة.

المرآة: لماذا اقتصرت مشاركاتك طيلة الفترة الماضية على موقع "ملتقى البحرين، وبالكاد سجلت حساباً مؤخراً على "تويتر"؟

الأحبار: وقتذاك كان "ملتقى بحرين" أكثر الفضاءات المتاحة فيها النقاشات السياسية وتبادل الآراء بمرونة. أما "تويتر" فهو لم يكن يحظى بالشعبية نفسها في الأوساط البحرينية بالشكل الذي يحظى به حالياً.

المرآة: هل أنت شخص معروف في المجتمع، أم أنك شخصية افتراضية؟


الأحبار: أنا شاب ترعرت وتربيت في رحم المعاناة والمآسي التي عانى منها الشعب، وأنا مهتم ومتابع للشأن السياسي منذ صغري، لست مشهورا إعلاميا ودائما ما يكون عملي سريا في خدمة الوطن.
 
المرآة: هل رصدت محاولات مخابراتية إلى تعقب شخصك الحقيقي؟

الأحبار: نعم، لكنها باءت بالفشل. وقد توصلت إلى قناعة بأن جهاز المخابرات في البحرين لايمكنه التعرف على الكوادر الشبابية إذا التزمت بقدر من الحذر والسرية.

المرآة: هل ستعلن عن شخصيتك الحقيقية في حال نجاح الثورة؟

الأحبار: نعم، كما إنني أطمح بعد نجاح الثورة إلى تأسيس جمعية شبابية سياسية وبرلمان شبابي حقيقي يلبي طموح وتطالعات الشباب والجيل الصاعد.

المرآة: هل ترى أن المعارضة البحرينية في الخارج تقوم بعملها جيدا أم أنها لم تستطع مواكبة الثورة بنجاح؟

الأحبار: نشكر المناضلين في الخارج على ما يقدمون في خدمة الوطن، ولكن حقيقة يبدو بأن التنسيق ضعيف بين المعارضة في الداخل وفي الخارج. أعتقد بضرورة استغلال الكوادر الشبابية الموجودة في الخارج، خصوصا الأعداد الكبيرة التي خرجت من البحرين بعد قمع الميدان. نتمنى أن يعملوا على ربط الكوادر الشبابية في الخارج بعضها ببعض، والاستفادة من طاقاتها في إقامة منتدى وطني تتم فيه دعوة الكوادر الشبابية البحرينية في مختلف أرجاء العالم لتلتقي وتتدارس الأفكار والأنشطة والعمل على تفعيلها.

المرآة: ماذا ينقص الشعب لبحريني لينتصر؟

الأحبار: لا ينقصه شيء عدا المواصلة في المشاركة الجماهيرية الحاشدة في مختلف الفعاليات السلمية التي تدعو لها التنظيمات الشبابية والجمعيات السياسية والمراكز الحقوقية، وكذلك الدعوات الفردية. سننتصر إن شاء الله، وأتصور أنه في حال تواجد قيادة سياسية وميدانية يلتف حولها مختلف أطياف الشعب سيسرع ذلك من الانتصار وتحقيق أقصى المطالب.

المرآة: هل شعرت في لحظة منذ 14 فبراير باليأس، وهل مررت بظروف صعبة؟

الأحبار: لم أشعر باليأس ولا مرة، على العكس، فقد كنت متفائلاً بل يزداد تفاؤلي أكثر كلما زاد النظام من عنجهيته وقمعه. شخصياً، متفائل جداً بالنصر القريب، وأصعب اللحظات كانت لدى سماعي خبر اعتقال الأطباء والنساء وتعذيبهم في السجون.

المرآة: علمائيا الشيخ عيسى قاسم لا تزال تصنفه السلطة بأنه أكبر المعاندين لها، هل تعتقد أنه سيمرر تسوية عادية يوما ما؟


الأحبار: السلطة تصنفه بهذا التصنيف لما يملكه من شعبية كبيرة إلا أن أكبر المعاندين للسلطة هم الرموز القابعون في السجون. الآن، الشيخ عيسى قاسم هو صاحب السقف المعتدل في المعارضة ولايزال محافظاً على هذا السقف، حتى خطبته الأخيرة التي قال فيها،لا تراجع ولا حلول سطحية.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus