الرادود عبدالشهيد الثور: الشيخ جمال العصفور كان يصوغ صوتنا

2014-10-31 - 10:40 م

مرآة البحرين (خاص): تفتح وعي الرادود عبد الشهيد الثور على تداعيات الثورة الإسلامية في إيران 1979. كان حينها في الصف الأول الإعدادي في مدرسةِ جدحفص الإعدادية. مدرس اللغة العربية الشيخ جمال العصفور هو أول من فتح وعيه على شخصية الإمام الخميني. في كتابه "تجارب موكبـية في سيرة رادود" يقول عبد الشهيد الثور عن أستاذه: "سَرَدَ لنا قصة السيد المُجاهد المُهجَّر من وطنه إلى العراق فتركيا ففرنسا، وباتَ الخُميني صورة في أحلامنا تُداعبُ مراهقتنا".

أولى خطواتي نحو الموكب
في غرفة خشبية صغيرة في بيت الحاج (أبو أكبر) كانت بداية مشواره الموكبي، يجتمع فتية يعشقون الإمام الحسين: " في تلك الحُجرة الخشبية كُنا نلتقي، ذلك المأتم الصغير المكسو بالسواد وبالأعلام الصغيرة المُطرّزة بالقماش الأخضر والأحمر. عبارة (يا حسين) لها نصيبُ الأسد على الأقمشة. تراها في جانب مكتوبة بالصبغ وفي جانب آخر مُطرّزة بالقماش، وأعلام أخرى مكتوبٌ عليها (يا أبا الفضل)، من هذا المكان الصغير كانت أولى خُطواتي".

هناك صاغ الفتية تعلقهم بالحسين، فكانوا يبدؤون بالخطابة وينتقلون إلى عزاء اللطم كالكبار، وهناك أيضاً صاغوا شغفهم بخدمة الحسين كما يقول الثور: "كان الشباب ممن هم في سنّي يتسابقون إلى الإنشاد في موكب اللطم المتواضع الصغير. الموكب لا يتجاوز عشرين فرداً أو أكثر بقليل. المُنشدون الصغار يعتمدون على كتاب المنظورات الحسينية للشاعر كاظم منظور الكربلائي. هذا الديوان هوَ الأكثر شهرة في أوساط المواكب على ما يبدو. لهذا الديوان أكثر من أحد عشر جزءاً مُتنوع البحور والمقاصد، تتناول المدح والرثاء".

دعا الشيخ جمال العصفور طلابه لحضور المحاضرات المقامة في مأتم الحاج محمّد علي العكري بقرية الديه: "حضرت محاضرته الأولى هُناك، كانت تُهمي حِمماً على فساد القضاة المستفحل في البلاد". توطدت العلاقة بين الطالب والشيخ الأستاذ: "كان حافزاً لي على طريق الحسين".

يقول عبدالشهيد: "أبديت له مرة عدم مقدرتي على شراء كتاب من مكتبة أهل البيت. كتب توصية لصاحب المكتبة بإعطائي الكتاب وتسجيله على حسابه. عندما أنزلت المكتبات كتاب "الخميني أقواله وأفعاله" كان يرغب في شرائه، لكن نفد قبل ذلك، استعاره مني، وكانت بعدها أحداث غيبت الشيخ جمال في سُجون الاضطهاد وغيّبت كتابي بغيابه".

لمس أصدقاء عبدالشهيد صوته من خلال محاولته تقليد خطابة الدكتور الوائلي، شجعوه على خوض التجربة في موكب اللطم. ومن المأتم الصغير (مأتم الموت) بإمكانياته المتواضعة انطلق صوت عبد الشهيد: "بكل براءة وبساطة كنا نؤدي واجبا كنا نرى علينا أن نؤديه".

مآتم الشباب تندمج
الثورة العارمة التي أطاحت بعرش طاغية عتيد في إيران، كانت تداعب حماس وعاطفة ذلك الجيل. وعلى عكس الكبار الذين يميلون إلى التنازع والتفتت، مال الفتية اليافعون نحو الاتحاد والتكامل. اتحد فتية (مأتم الموت) مع فتية مأتم (أسامة سوار)، قبل أن يندمجوا مع باقي مآتم الشباب في مأتم شبابي واحد، هو مأتم (عبد الإمام)، يقول الثور: "أصبح مأتم (عبد الإمام) نقطة تجمّع الشباب الكُبرى بعد مأتم (الجلــّل) ومأتم (الجمّة)، المكان الذي يقع المأتم فيه يضيف له أهمية كبرى، فالمأتم يقع على ناصية الشارع الرئيسي في السنابس".

أصبحت هذه البقعة مأوى للشباب، وهناك تعرّف (الثور) على الرادود رياض يوسف الذي جمعه به شغف الخط أولاً، ثم شغف الإنشاد الموكبي: "باشرنا بممارسة الرثاء بإمكانات بدائية، من مأتم عبدالإمام ينطلق الموكب كالجدول المُترقرق متجها إلى الغرب على امتداد الشارع، يجوب الشارع حتى المنعطف إلى الشمال، وفي الختام يُعرّج على مأتم بن خميس داخلاً باحته ونعود إلى موقع المأتم، حتى رأينا أنّ سعة المأتم تضيق بالمشاركين، وبقليل من التبرعات وسع المأتم في الزاوية الأخرى من الأرض. هذه المرة كان البناء مُطعّماً بالطابوق والخشب وبسعة مضاعفة".

يجوز للشاعر ما لا يجوز لغيره
في تلك المرحلة كان عبدالشهيد في بداياته مع الشعر: " كنت أتخبط في متاهات الشعر، مرة أصيب وعشراً لا يصيب. كتبت قصيدة مطلعها (يا تربة الطف انثري دم الكراما ... فالدم يحي ثورة لا تستضاما)، ولا يخفى على المتحصل على قليل من قواعد العربية ما في النص من تجاوز يؤذي (سيبويه) وما لحقه من أفذاذ العربية، فالـ(الكراما) في موقع مضاف إليه تُجر ولا تُنصب، و(تُستضاما) تقع بالرفع وليس النصب"، يكمل: "لقصور معلوماتي اعتقدت بعبارة يجوز للشاعر ما لا يجوز لغيره، كُنت أحسب النص جميلا، مع بداية تشييد الموقع الجديد للمأتم، كتبنا اللوحة المتنقلة مع الموكب وطرّزناها بعبارات سيد الشهداء ثمَّ ثُنّيت بكتابة هذا البيت من الشعر على الواجهة التي يوضع فيها المنبر".

يضيف عبدالشهيد: "كنتُ معجباً بهذا النص، متى أفقت من سكرة إعجابي؟ عندما قرأ النص الأستاذ عبدالغفّار القفاص، بصّرني بمواقع العُيوب والخطأ في النص. هذه التجربة أدّبتني حقاً وردعتني عن الخوض في الشعر الفصيح لفترة، ورحت أنتقم من هذا الفشل بقراءة بعض الكتب المتخصصة في النحو".

الوقوف الأول في حلقة الموكب بين الكبار
يصف عبدالشهيد البعد الاجتماعي لمواكب العزاء: "الصغار لا يبقون صغاراً إلى الأبد. الصغار بتطلعهم لتقمص أدوار الكبار يعدون أنفسهم لحمل مسؤوليات الكبار، وما تمتاز به مواكبنا هذا المزيج المُعقّد من العلاقات، فالكبير إلى جانب الصغير يلطمان، الصغير يُوقر الكبير والكبير يُعطي بدوره زخماً من التجارب للصغير. يفرح الكبار بصوت الفتى الصغير لأول وهلة يُطل بصوته عليهم، يستبشرون بموهبته ويُضفون عليه من تشجيعهم قوّة واندفاعا".

معرفة عبدالشهيد برياض يوسف أتاحت له فرصة المُشاركة في مأتم السنابس. يصف مرّته الأولى: " الارتباك يختلجُ في صدري. الوقوف في حلقة الموكب بين الكبار كدخول الحُجرة المُظلمة، تدخل في فراغ قاتم، تجهل ما تُواجه. بخبرة بسيطة تواجه طوفاناً من التجارب".

في المأتم الآخر (مأتم بن خميس) ألقى الرادود (حسن المعلمة) قصيدة أعجبت الثور كثيراً، القصيدة تنتقد الوضع القائم في القرية من تفرقة وغرس للضغينة بين الأخ وأخيه، لاقت القصيدة قبولاً واستحساناً جماهيرياً، أعادها الرادود (المعلمة) عصراً أيضاً، ترنّم عبد الشهيد بالقصيدة التي أعجبته وأراد تأديتها: "ذهبت للأخ حسن المعلمة، لم تكن لي به معرفة سابقة، كانت هذه القصيدة فاتحة المطاف في علاقة طويلة ورفقة مشوار مليء بالخدمة، طلبت القصيدة منه، أمهلني ريثما يستشير شاعرها، (السيد عيسى شرف) بشاعريته الحية كتب القصيدة. بعد استشارته لم يكن من مانع".

أخذ عبدالشهيد القصيدة ونسخها بخط يده قبل أن يعيدها، وفي ذكرى وفاة الرسول (ص) قرر أن يلقيها، لم يكن مطلع القصيدة مناسباً لوفاة الرسول، لكن عبدالشهيد كيّفها، جعلها هكذا: (والنبي شفتون حاله.. ولمتى نبقى بجهالة). يقول عبدالشهيد: "بمحاولة بسيطة جعلتها هكذا، وبمعرفة متواضعة من قراءاتي هنا وهناك، ومن خلال ذائقة السمع، حرّكت شيئاً ما في النص لأهيئه لما أريد، والحاجة أم الاختراع. كثير من القصائد أجريت عليها معالجة بهذه الطريقة لأجعلها تستقيم لوزن أريده أو لمعنى أنشده".

القصيدة التي ألقاها عبدالشهيد في في جزء لابأس به من طريق الموكب، لاقت ثناء الكبار وأمطروه بالمديح: "بشيءٍ من الوجل أدّيت القصيدة وسط أجسام الكبار، وأنا فتى لم أتجاوز السابعة عشر بعد، تُحدجني الأنظار بأشعتها، ولا أعلم أي أمر تؤول إليه قصيدتي".

يضيف: "امتطيت مديحهم في تكرار الموضوع لمرات متتالية، صرت لا ألقي قصيدة تخلو من دعوة للتوحد وترك التشرذم".

شعراء القصائد يلاحقهم الأمن
الوضع السياسي كان يحاصر الشعراء الذين يصلون القصيدة بالواقع المستبد، أو يصلونها بحماسهم تجاه الثورة الإسلامية في إيران: "لم يكن الشعراء متوفرين حينها، تحاشي الوقوع بين أنياب السلطة هو السبب. ذهبت مع الأخ رياض للشاعر ملا علي الرضوي، طالبين منه إتحافنا بشعر نلقيه في الموكب، وهو الشاعر المعروف صاحب الديوان المطبوع، وصاحب القصيدة التي ألقاها جعفر سهوان في الموكب ( لم لا أشكر ربي كل حين ... فلقد حقق آمال الخميني)، قصيدة لاقت إعجاباً من الناس، ولاقى بسببها عناء السلطة. تنصل من طلبنا بأعذار أدركنا وهنها، الريبة تجوس في نفسه تجاهنا. لا يعرفنا مسبقاً ويخشي عواقباً كعواقب قصيدته السابقة، تعذّر بفقدان الصفاء الذهني، وسد الباب في وجهينا، وعدنا نُجرد أقلامنا الناشئة في تسطير الكلمات في الأوزان التي نريدها، أو في تفريغ الأشرطة العراقية وإلقاء القصائد منها". 

أصبح مأتم (عبدالإمام) ملتقى يضم اليافعين، وصار محلاً لتوجّس الكبار: "الشباب المشاركون في المأتمين يشاركون أولاً في كل مناسبة هنا، وهذا لا يبعث السعادة في كبارنا بل يجعل القلق يراودهم، طبعاً فتأخرنا عن الانتهاء يسبب تأخرهم في الابتداء". يكمل: "ألح علينا القائمون على موكب السنابس في التبكير بالخروج وكان نقاشاً ذا سجال. إحدى المرات تأخرنا في الانتهاء، كانت النتيجة أن ألغى (مأتم بن خميس) خروجه ليلاً. كانت وفاة السيدة الزهراء (ع) والبرد قارس، ومع تأخر الوقت تخلى القائمون على الموكب عن الخروج".

استمرت مشاركات عبدالشهيد مع الشباب والكبار على حد سواء: "في أول الليل مع الشباب ثم أعرج لأتم المهمة في مأتم السنابس، الطاقة كانت حافلة نابضة، أعد قصيدة للشباب وأخرى للكبار. علي إتمام مالا يقل عن نصف الطريق لدى الشباب وثلثه مع الكبار".

المشاركات العابرة للمنطقة
يسرد عبدالشهيد ذاكرة الموكب في الثمانينات: "كان للمشاركين في الموكب طاقة جبارة، في أيام العشرة يشاركون في الموكب على مدى أربعة أيام متوالية من السابع حتى العاشر، يضاف إلى هذا مشاركة يوم الثامن عصرا في موكب (أبو قوة) كموكب إضافي، مع وجود الموكب الأساسي في السنابس. ينقسم المعزون إلى فريقين، فريق في السنابس وفريق في (أبو قوة)، ولايكاد النقص يبدو في أي من الموكبين. ويوم العاشر صباحاً يشاركون في (المعامير)"

يكمل عبدالشهيد: "المعامير قرية واسعة طرقها، عند خروجك بالموكب تشعر كأنك حبة رمل في صحراء من سعة فضائها. ويوم التاسع صباحاً يشاركون في كرباباد، ويبقى الموكب ليلاً وعصراً كما هو دون تأثر بالمشاركات الجانبية. المشاركة في المواكب الأخرى للقرى المجاورة تعد دفعاً لعجلة التعاون على البر والتقوى وإظهارا لصور التلاحم والتآزر".

المشاركات المتتالية والمتعاقبة بين مأتم الشباب والكبار، أثرت على حبال عبد الشهيد الصوتية عندما وصلت التاسع من محرم ذلك العام: " كان الصوت في ميعة الصبا ويسعفني، إلا أنه أوصلني إلى التاسع من المحرم وبحت حباله. يوم الثامن أثناء الذهاب إلى (أبو قوة) قمت بالمشاركة في موكب المسير طول الطريق، وعقبت بعد هذا بالمشاركة في ليلة التاسع الطريق بأكمله. كانت القصيدة ذات مطلع حماسي (ثورة الأكبر المدى الأعوام)".

اللهفة على الموكب
التحق عبدالشهيد بمدرسة جدحفص الصناعية الثانوية قسم الخراطة، حيث الدروس العملية في المساء يتعارض وقتها مع وقت العزاء: "كانت ليلة وفاة الإمام الحسن الزكي (ع)، الوقت يمضي براحته بطيئاً كأنه يتعمد إغاظتنا، انتظر وقت الإنصراف للذهاب للموكب. الأعصاب مشدودة متوترة. القلق والانتظار جعلاني على شفا جرف من الانفعال بأقل المنغصات. كانت النتيجة شجاراً حاداً بيني وزميل لي في نفس الصف، ألقيت على رأسه قطعة من الحديد الصلب، وبادلني الضربة بلكمة فوق فكي".

انتهى وقت المدرسة وأسرع عبدالشهيد لمنطقته: "عدت إلى منطقتي لإحياء المناسبة في مأتم عبدالإمام، القصيدة أفرغتها من شريط (عبدالرضا النجفي). هذا الرادود له انطباع خاص في ذاتي ولصوته لمسة مميزة في روحي. سمعت كل ما ـوقع في يدي من إنتاجه المبدع. حنجرته ذات الصوت الجهوري الرخيم لا تجد لها مثيلاً إلا القليل. إذا توجه للرثاء جر لنفسك التياع التحسر، وإن انحنى على قصائد الحماس وجدت اللهب يتطاير من أدائه، وفي صوته تغريدة لم أسمعها من الرواديد العراقيين، هو من يجيدها فقط".

حين ذاك كان العزاء البحراني يعول على الإنتاج والأسلوب العراقي كما يقول عبدالشهيد: "جل قصائدنا نقتبسها ونستقيها من العزاء العراقي، حتى الكلمات معظمها تجد فيها النفس العراقي واللهجة العراقية، تبعاً لهذا يكون حتى أسلوب ممارسة العزاء قريباً من الأسلوب العراقي إن لم يكن أغلبه من هناك. ولفترة طويلة طبعت ثقافة العزاء العراقي ملامحها على مواكب وألحان وشعر العزاء البحراني. وللرواديد الكبار مثل (عبدالرضا) النجفي وأقرانه دور في تغذية المواكب بالكثيرمن العطاء حينها"

يكمل عبدالشهيد: "أستعنت بقصيدة له أخرى وألقيتها باللحن السابق في مأتم السنابس، وإن كان هو جاء بها في الشريط بطريقة مختلفة جداً ولا تقل تأثيرا عن الطريقة السابقة. القصيدة بمناسبة ذكرى الأربعين (ياحيدر الطيبين بالغربة عافوني ... في كربلاء وحدي ... ولا أخو تم عندي). استغليت وحدة الوزن في القصيدتين، فساوقت بينهما واستبدلت لحنه وألقيتها وكانت جميلة".

مأتم الشباب يستقطب الرواديد
بقى مأتم الشباب محافظاً على قوته وعنفوانه: "في مأتم عبد الإمام لا زلنا نمارس الموكب بعنفوان الفتيان، حين تُصادف مناسبة الوفاة في يوم الجمعة نخرجُ بالموكب صباح الجمعة لاغتنام فرصة العطلة فيها. وبدأت حلقة موكب الشباب تستفحل عددا وتستقطب كل الرواديد، حتى كانت في آخر ذكرى أربعين أحييناها. أعداد الشباب كالموج المتلاطم. مع هذا شاركت في موكب عزاء (الجمّة) بقصيدة الرادود محمّد النجفي (يا بطلا جاهدت لأجل الخير والله الشاهد ... رافع شعار الثورة ... ناشر الفكرة الحُرّة) من كلمات الشاعر مهدي المرشد، القصيدة من قصائد القعدة كما يُسميها العراقيون. أسست أبياتاً بوزن الأبيات الموجودة في أقفال الفقرات حتى أتممتها لقصيدة المسير، كانت هي المشاركة الأولى مع هذا الموكب، والظاهر أنها مشاركة يتيمة لا رفيقة معها"

بتوثيق العلاقات مع الرواديد، لم يكن صعباً التنقل من مأتم لآخر، فكانت أول مشاركة لعبدالشهيد في مأتم بن خميس في وفاة فاطمة الزهراء: "قويت علاقتي مع (حسن المعلمة)، شاركت عصراً بقصيدة كتبتها، (فاطم يفاطم ودّعيهم ... باچر يتامى اتعوفيهم ... سالت العبرة ... راحت الزهرة )"

نهاية الحلم: إزالة مأتم الشباب
حلّقت أعين المخابرات على مشروع (مأتم عبد الإمام) الذي كان يكبر رويداً رويدا: "تمّ اعتقال (عبدالإمام) و(سلمان علي رضي) كرادود يشارك في الموكب وألقى قصيدة (يا مفجر علوم الأولين)". بقيا معتقلين لفترة دون أن يجرؤ أحد على السؤال عنهما: "بعد انقضاء الفترة التي رغبت أيدي الأمن باحتجازهما فيها أطلقوا سراحهما، وكتبوا على مشروع المأتم بالنهاية حين أمروهما بإزالة المأتم. كان هذا مع بداية دفن البحر في سيف السنابس". وهكذا: "أصبح الحلم هباءً منثورا، واضمحلَّ ما كُنا نبني عليه آمالاً عريضة".


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus