أمين عام الوفاق يكشف في حوار مع "مرآة البحرين" عن لقاء مع الحكم مساء أمس... ويؤكد: قرار المقاطعة موحّد

2014-09-19 - 1:59 ص

مرآة البحرين (خاص): قلل الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية في لقاء مع "مرآة البحرين"، من المخاوف بشأن انقسام المعارضة البحرينية حول مقاطعة الانتخابات المقبلة، كما أعلن عن استمرار اللقاءات بين المعارضة والسلطة حتى بعد ما سُمي بلقاء ولي العهد مع الأعيان، وكان آخر لقاء جرى مساء أمس (الأربعاء 17 سبتمب/ أيلولر 2014) لكنه لم ينتج شيئاً مختلفاً.

وعن الموقف الأمريكي والغربي إزاء الانسداد الذي وصلت لها البلاد قال سلمان "أعتقد أنهم سيستمرون في محاولة دفع النظام والمعارضة إلى إيجاد توافق، اليوم أو غداً، قبل الانتخابات أو بعد الانتخابات لكن هذا مع شديد الأسف يعني أن الأزمة مستمرة، كان على المجتمع الدولي ولا زال أن يلعب دورا أكثر وضوحاً في إدانة انتهاكات حقوق الانسان من قبل السلطة وإيقافها".

كما كشف سلمان عن قرار الأمانة العامة في جمعية الوفاق بإعادة عقد المؤتمر العام للجمعية، وإعادة فتح باب الترشيح واجراء انتخابات جديدة"، ولمّح سلمان إلى أنه سيعيد ترشيح نفسه لمنصب الأمين العام، لكنه دعا أعضاء الجميعة إلى ترشيح أنفسهم لهذا المنصب ولمنصب نائب الأمين العام.... وفيما يلي نص الحوار:

  • ركزت السلطة في الترويج للمشاركة في الانتخابات على موضوع تعديل جزئي للدوائر الانتخابية، كيف ترون التعديل في هذا الجانب؟

لا يمكن النظر إلى جزئية واحدة دون ربطها ببقية الجزئيات الأخرى، لا الدوائر ولا المجلس ولا الحكومة، يجب ربط هذه الأمور ببعضها البعض، لأن الحل المطلوب في البحرين هو حل يعالج جذور الأزمة، وجذور الأزمة ليست متركزة في منطقة واحدة بل في وضع سياسي عام يعمل على تهميش الإرادة الشعبية والغائها من اتخاذ القرار، لذا يجب النظر إلى الدوائر الانتخابية في نفس الوقت الذي ننظر فيه إلى مجلس النواب ودوره التشريعي والرقابي، وفي نفس الوقت كيفية إفراز الحكومة والسلطة.

  • قرار المقاطعة أوجد هواجس لدى بعض الناس حول أمرين، الأول تماسك جمعية الوفاق وهل توجد إمكانية لانشقاق بعض الأعضاء عن الجمعية من أجل المشاركة في الانتخابات، والثاني هو السؤال عن مدى تماسك الجمعيات المعارضة ووحدتها بخصوص قرار المقاطعة للانتخابات النيابية والبلدية؟

من خلال المشاورات والعمل المشترك طويل المدى لأكثر من ثلاث سنوات ونصف منذ انطلاق حراك 14 فبراير 2011، هناك تصاعد في انسجام الجمعيات السياسية مع بعضها البعض، في بناء موقفها وفي بناء خطواتها مما يجعلها متينة أمام منعطف الانتخابات، وسيكون موقفها موحداً ولا خشية عليها من الانقسام.

  • وماذا عن تماسك جمعية الوفاق؟

وجمعية الوفاق أيضا، القراءة الموجودة في الأمانة العامة، والقراءة الموجودة في مجلس شورى الجمعية، ولدى الغالبية الساحقة من أعضاء جمعية الوفاق، إن خيار المقاطعة هو الخيار الراجح ما لم يحدث تعديل أو اتفاق سياسي يُغير من طبيعة الواقع القائم.

  • هناك قوى دولية مؤثرة بشكل مباشر في الأزمة المستعصية في البحرين، ما هو كيف موقف تلك الدول الآن إزاء الانسداد الذي وصلت له البلاد، فالمعارضة تعلن مقاطعتها للانتخابات، بينما الحكم يريد إعطاء الناس قداراً بائساً من التغيير؟

أعتقد أن تشخيص هذه القوى السياسي، ومراكز دراساتها تقول بأن استمرار غياب الحل السياسي الجامع في البحرين، يؤدي إلي استمرار الأزمة أولاً، وثانياً إلى احتمال تشظّي هذه الأزمة إلى أبعاد محلية واقليمية، لذا فإن ابقاء الأزمة عبر عدم التفاعل مع مطالب الشعب ورفضها من قبل الحُكم هو خطأ استراتيجي يرتكبه الحكم.

القوى الإقليمية والدولية تقدّر ذلك ولديها دراسات وكتابات منشورة بهذا الشأن، لكن كيف سيكون موقفها، أنا اعتقد أنهم سيستمرون في محاولة دفع النظام والمعارضة إلى إيجاد توافق، اليوم أو غداً، قبل الانتخابات أو بعد الانتخابات لكن هذا مع شديد الأسف يعني أن الأزمة مستمرة.

كان على المجتمع الدولي ولا زال أن يلعب دورا أكثر وضوحاً في إدانة انتهاكات حقوق الانسان من قبل السلطة وإيقافها، والعمل بشكل جاد من أجل ايجاد حل سياسي جامع للبحرين، يخرجها من هذه الأزمة ولا يعيدها في أزمة جديدة، كما فعل المجتمع الدولي في مناطق أخرى من العالم.

  • الموقف الأمريكي والبريطاني يدعوكم للمشاركة، وينتشر أن الموقف الأمريكي يحمل لكم لوم وتحذير من عواقب مقاطعة الانتخابات النيابية، هل هذا الأمر صحيح؟

نحن نشرح موقفنا ووجهة نظرنا إلى السلك الدبلوماسي كجزء من عملنا السياسي، وما نطرحه مقنع للآخرين، ولم نجد أي رد على المبررات التي تدعونا إلى اتخاذ قرار المقاطعة في حال لم يجرِ إصلاح، ويتفق معنا الجميع في أنّه بدون عملية اصلاحية فإن المشاركة ليست ذات قيمة، وبالتالي القول بأن هناك لوم وهناك عواقب أعتقد بأنه شيء محدود بحسب فهمنا.

الأمر الذي يحدد موقفنا في أي قضية هامة في بلدنا، هو سعينا ورغبتنا في أن يكون هناك حل سياسي في هذا الوطن يجعل جميع الأطراف فيه رابحة، ويحقق للشعب طموحه في التحول الديمقراطي السلمي، ويبعده عن شبح الأزمات الدائرة المُستمرّة، سنستمر في هذا الحلّ، والجميع يعرف ضرورة و أهمية وجود المعارضة، وأن غياب هذه المعارضة سواء من البرلمان أو غياب هذه المعارضة من العمل السياسي يدفع البلد أكثر فأكثر إلى مزيد من العنف، وهذا أمر لا يرغب فيه أحد.

  • هل هناك تخوف من قبلكم من إقدام السلطة على إغلاق جمعيتي الوفاق ووعد؟

لا، فالدعوى المرفوعة ليس فيها مسوغ إلى تجميد نشاط الجمعية وإغلاقها، المطلوب بالرغم من عدم موافقتنا على المبتنيات التي قامت عليها الدعوى، المطلوب هو إعادة عقد المؤتمر العام والانتخاب، والوفاق ليست لديها مشكلة في إعادة عقد المؤتمر العام وإعادة فتح باب الترشيح واجراء انتخابات جديدة، لذا لا توجد مببرات تستدعي التجميد أو الاغلاق.

  • إذن هناك نية لديكم في إعادة عقد المؤتمر العام؟

هذا من ضمن قرارات الأمانة العامة، هناك توجه لإعادة عقد المؤتمر العام وإجراء انتخابات جديدة من أجل أن نقطع أي حجّة، بحيث لا تُغلق الوفاق بحجج واهية، هذا من ضمن قرارات المؤتمر العام، نعم يمكن أن يذهب النظام إلى أي شيء من أجل إغلاق الجمعيات السياسية، لكن هذه ليست حجة تتركها الوفاق لتتسبب في تجميد نشاطها أو اغلاقها، حفاظا على هذا الكيان الوطني وحفاظاً على البحرين، بما يترتب على هذا الكيان من حفظ اللحمة الوطنية ومن حفظ السلم الأهلي.

  • وزارة العدل انتقدت طريقة اختيارك أميناً عاماً عبر التزكية، فهل ستعيد ترشيح نفسك لمنصب الأمين العام للوفاق؟

الأمين العام في الوفاق لا يتم اختياره عن طريق التزكية، بل يتم فتح باب الترشيح لمدة شهر تقريباً، ولذا أنا عبر وسيلتكم الإعلامية الشريفة أدعو أعضاء الوفاق إلى الترشح لمنصب الأمين العام ولمنصب نائب الأمين العام وألّا تجري انتخابات بالتزكية، وأدعو الناخبين أيضاً إلى النظر بجدية إلى أي مرشح وأن يعطوه الفرصة. أنا فقط أتحمّل المسؤولية الآن لعدم وجود متصدٍ في الوقت الحاضر، ولشعور الاخوة بأن هذه في في هذه اللحظة التي تعيش فيها البلد أزمة.

  • يقولون إنه عليك أن تستمر أميناً عاماً؟

هذا مبرر ليس كاف، لكن، أنا أدعو أعضاء الوفاق للتقدم والترشح للمنصب. ربما تجد الأمانة العامة ومجلس شورى الوفاق بين الشخصيات التي ستترشح شخصيات مؤهلة تجعلنا نقتنع أنه لا حاجة لتكرار ترشح علي سلمان، أنا أبحث عن أي فرصة إلى التوقف عن رئاسة الوفاق حتى يتحمل المسؤولية شخص آخر.

  • ما رأيكم في طريقة إخراج لقاء ولي العهد بما سُمّي بالأعيان، ما وجهة نظركم إزاء الصورة التي خرج بها هذا اللقاء من دعوة من حضروا اللقاء من شخصيات وأعضاء بعض العوائل التجارية، إلى التوقيع على مذكرة تتضمن موافقتهم على ما تطرحه السلطة من تغييرات غير مقبولة لديكم؟.

المشهد لم يكن لائقاً، الاتصال بالناس الساعة الواحدة ليلاً من أجل الحضور غداً صباحاً، أو الاتصال عند العاشرة صباحاً ودعوة الناس على عجل دون أن يعرفوا ما هو الموضوع، ثم توضع لهم ورقة عند الباب لكي يوقعوا عليها قبل أن يخرجوا، ولم يكن لديهم فرص لكي يتحدثوا أو يناقشوا، أعتقد أن هذا المشهد لم يكن لائقاً.

إذا كانت فكرة هذه اللقاء هي الالتفاف على القوى السياسية التي تطالب بحقوق هذا الشعب، ومحاولة تجاوزها، أعتقد أن هذه وسيلة لا تستطيع تجاوز القوى الشعبية، نحن نحترم كل من حضر، ولكن كل من حضر هو يمثل نفسه، وإذا كان هناك من كان يمثل قوى سياسية موالية أخرى فنحن نحترمها، ولكن الشارع الذي يطالب بالتحول الديمقراطي لديه وجهة نظر يعبّر عنها، والجمعيات السياسية المعارضة هي جزء من وجهة النظر الشعبية الغالبة التي تطالب بالتحول الديمقراطي، وترفض الاستمرار في الواقع الذي يهمش الشعب تماماً ويلغي الشعب من اتخاذ القرار التشريعي والتنفيذي.

  • سمعنا أن هناك لقاءات مستمرة لحد مساء أمس (الأربعاء 17 سبتمبر 2014) بينكم وبين السلطة حتى بعد ما سُمّي بلقاء الأعيان، فهل يمكن تقديم أجواء هذه اللقاءات إن أمكن؟

هذه اللقاءات موجودة لحد البارحة، ولكنها تعاني من نفس العقلية، فالنظام لا يفتح لا لقاء جاد ولا حوار جاد، ولا زال يتصرف بعقلية الشخص المُفرد، فمنذ لقاء 15 يناير بداية العام الجاري بيننا وبين ولي العهد من أجل أن ينطلق حوار، كل ما حدث هو لقاء يتيم بيننا وبين وزير الديوان خالد بن أحمد قال لنا هاتوا مرئياتكم، أخذها ثم اختفى طويلاً ثم أرسل لنا هذه الرسالة الأخيرة، فإذن أين هو الحوار.

إن مرئياتنا ليست مرئيات صمّاء جامدة بل هي تحتاج إلى نقاش وإلى توافق، لكنه كطرف كأنه قام بعد استلام المرئيات بعمل واجب منزلي ووضع ما يريده هو، شطب ما أراد ووضع ما أراد، هذه العقلية الأحادية هي جزء من مشكلة هذه اللقاءات والنقاشات التي تتم، النظام لا يتعاطى مع الآخرين في الوطن بأنهم أُناس لديهم رأي ولديهم عقل وتفكير ورؤية، وأن عليه الحوار معهم حتى يتم تنضيج الرؤى الصالحة للوطن، ما جرى هو إجراءات شكلية، هذه هي مشكلة كل اللقاءات، كأنها شيء شكلي من أجل ذرّ الرماد في عيون المجتمع الدولي أكثر من كونها لقاءات من أجل البحث عن حل.

  • إذن لقاء البارحة لم ينتج شيئاً؟

لا لم يُنتج شيئاً.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus