صحيفة ذا هافيغتون بوست: إذا كنت ناشطًا مناصرًا للديمقراطية يجب عليك التأكد من أنّك في الدولة الصحيحة

2011-08-09 - 6:30 ص


كريم فخراوي، استشهد في المعتقل
صاحب مكتبة فخراوي وأحد ناشري ومؤسسي صحيفة الوسط

 

صحيفة ذا هافيغتون بوست - برايان دوللي

ترجمة : مرآة البحرين


إطلاق النار على المتظاهرين السلميين لا يجب أنْ يدعم بالمال الأمريكي؛ فلذا قامت أمريكا بالإعلان عن تجميد مساعداتمالية بقيمة 350 مليون دولار إلى "ملاوي" بعد الهجوم العنيف على المتظاهرين، الذي أدّى إلى مقتل ثلاثة عشر متظاهرًا .

شيلا هيرلنج - مسؤولأمريكي رفيع - قالت "إنّهم قلقون جدا" على خلفية  قمع الاحتجاجات بطريقة وحشية  من قبل الشرطة الملاويّة. هذا، وقد أوقفت الحكومة البريطانية أيضا المساعدات، هذا جيد جدا بل ممتاز أيضا من البريطانيين والأمريكيين لوقوفهم مع حقوق الإنسان.

ولنا كلمة عن البحرين، هناك قامت الشرطة أيضا بإطلاق النار على المتظاهرين السلميين، وحتى على مواطنين ليس لديهم علاقة بشيء في الشوارع، ( أنا أعلم ذلك؛ لأنهم أطلقوا النار عليّ بتاريخ7 يوليو). الحكومتان الأمريكية والبريطانية تعلمان بكل هذه الحوادث، وتعلمان بقضايا التعذيب لمئات المناصرين للديمقراطية في السجون، ومنذ بداية فبراير، مات أربعة أشخاص على الأقل في الحجز، وتعلمان أيضا عن استهداف سيارات الإسعاف و الطواقم الطبية، وعن فصل الكثير من العمال والطلبة. ولكنّ ردة فعلهما مختلفة جدا.

قال السفير السابق جيمسبودن  في كتابته إلى المنتدى الاقتصادي البحريني البريطاني، " لقد شعرا بارتياح عندما قامت الحكومة البحرينية بفرض النظام من جديد في مارس". يمكن أن يكون هذا أقل من ارتياح بالنسبة إلى مئات العائلات التي عذب أقرباؤها أو العشرات التي قتل أقرباؤها باسم إعادة النظام.

والإدارة الأمريكية  في الوقت الحالي مشغولة جدا  بدعم "الحوار الوطني" الفاقد إلى المصداقية، الذي أنشأه ملك البحرين للإيهام بأنّه  للحوار مع المعارضة. الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال عنه:" لحظة مهمة في تاريخ البحرين. الولايات المتحدة تشيد بالملك حمد بن عيسى آل خليفة فيقيادته الحوار وبدئه ". مما أدّي إلى خلط عند العديد من البحرينيين الذين تحدثت معهم.  ففي وقت سابق - وقبل ستة أسابيع فقط - أبلغ أوباما حكومة البحرين في خطاب حول الشرق الأوسط : "لا يمكن إجراء حوار حقيقي عندما تكون أجزاء من المعارضة السلمية في السجن"

وقال لي رجل في منتصف الأربعينيات " أنا وعائلتي كنّا نشاهد خطاب أوباما على شاشة التلفاز، وقفزنا من شدة الفرح عندما قال ذلك .. ولكن بعد ذلك لا توجد أفعال . الأمريكيون أيّدو الحوار الزائف على الرغم من وجود قادتنا في السجن".

الحوار الوطني كان متجهًا إلى طريق واحد منذ بدايته، وقد فشلت الإدارة الأمريكية بنأي نفسها عن هذه المهزلة حتى بعد خروج الكتلة المعارضة الرئيسية، وهي الوفاق منه. عندما يشاهد مناصرو الديمقراطية في البحرين الإدارة الأمريكية تنتقي الأماكن والدول التي تقف بجانبها للديمقراطية فإنّ هذا  يحيّرهم ويغضبهم.  هم يرون لغة قوية على سوريا، ويرون أفعالاً ضد ملاوي ، ولكن "المصالح الاستراتيجية" فوق كلّ شيء آخر في البحرين. هذا، ويقع الأسطول الأمريكي الخامس في البحرين، أصغر دولة في الشرق الأوسط ما بين السعودية وإيران.

إنّه من الصعب أنْ نرى كيف تكون مصلحة أمريكا الاستراتجية في عزل النّشطاء المطالبين بالديمقراطية، وهي تُرى على أنها التي تسلح الشرطة التي  تطلق النار على المدنيين.

المدافعون عن حقوق الإنسان في البحرين يشكون من أنّ الولايات المتحدة دائما عند كتابة أيّ بيان تقوم بالتذكير بأن البلدين حليفان وشركيان قويان. قال لي أحدهم:"هذا يعطي انطباعًا على أنّ كلّ ما تقوم به الحكومة ضدنا -نحن المواطنين - سوف تظل الإدارة الأمريكية دائما صديقة لها دون قيد أو شرط" 

إذا كانت الولايات المتحدة تريد أن تكون على جانب من الطيب يجب أن تُظهر ذلك في علاقتها، وأن تكون مشروطة كما في ملاوي.





نبذة عن الكاتب :

مدير برنامج المدافعين عن حقوق الإنسان، منظمة (HumanRight First)، يقود جهود المنظمة للتأكد من سلامة المدافعين عن حقوق الإنسان ، ويمكنهم العمل بحرية ومن غير تدخل، يعمل مع الحكومة الأمريكية ومع شركاء آخرين لإنهاء التهديدات والعقبات التي يتعرض لها الناشطون في مجال حقوق الإنسان.

على مدي عشرين عامًا عمل براين في أمريكا و إيرلندا مع منظمات دولية عديدة تعنى بحقوق الإنسان، آخرها عمله مع منظمة العفو الدولية. وله العديد من المؤلفات تعنى بالحقوق المدنية. هذا، وقدعمل قبل هذا مع السيناتور ادوارد كندي  في منتصف الثمانينات .


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus