الفايننشال تايمز- رولا خلف
ترجمة: مرآة البحرين.


واحدة من الأوجه غير المعتادة  التي تمخضت عنها انتفاضة البحرين في فبراير ومارس من هذا العام هي عدم هيمنتها على التغطية الإعلامية لكل من قناتي "الجزيرة" القطرية و"العربية" السعودية.

فباسم التلاحم الخليجي وخصوصا بعد إرسال السعودية قواتها  إلى البحرين لدعم آل خليفة، بات تسليط الضوء على احتجاجات الشبان الشيعة ضد المملكة السنية أمراً لا يمكن التطرق إليه.

ولكن إزاء ذلك حدث ما هو غير متوقع. فنقلا عن مصدر موثوق، وجدت دراسة مسحية داخلية قامت بها الحكومة البحرينية واستطلعت فيها آراء أعداد متساوية من الشيعة والسنة أنّ 90 % من الشبان الشيعة يعتمدون في استقاء الأخبار من قناة العالم الإيرانية الناطقة باللغة العربية. أنا لا أشاهد قناة العالم، ولكنّي أتصوّر أنّها تساند المتظاهرين، وتشجب العائلة الحاكمة وداعميها السعوديين بحماسة شديدة.
 
وقد وجدت الدراسة ذاتها  أنّ 82 % من الأقلية السنية في البلاد هم أيضا يشاهدون قناة العالم، والتي قامت بتعزيز البارنويا لديهم ضد الأغلبية الشيعية؛ من حيث كونهم مرتبطين بإيران، وبأنّهم غير مخلصين للبحرين، وبأنهم يريدون إقامة جمهورية إسلامية شيعية على أرض سنية. وهي مزاعم ينفيها السياسيون الشيعة.

وإذا أضفت إلى ذلك الإعلام الرسمي والإعلام الموالي للسلطة وقناة (وصال) سعودية دينية محافظة ذات شعبية، يظهرون المتظاهرين  على أنّهم المسؤولون عن العنف، وليست قوات الأمن التي قامت بحملة القمع، فلا غرابة أنّ المجتمع السني أصبح أكثر راديكالية، وأنّ المجتمع البحريني أصبح أكثر استقطابا.
 
ولكن هل توجد حالات تمّ فيها السيطرة على وسائل الإعلام، وخدمت وجهة النظر الحكومية المحاصرة في العالم العربي؟ على سبيل الاحتمال نعم. ففي سوريا أدى عدم وجود الصحافة العالمية في المدن السورية إلى تغطية أقل بكثير للاحتجاجات؛ إذ إنّ مقاطع التصوير الرديئة المنشورة على اليوتيوب تحكي جزءا من القصة، ولا يمكن التحقق من مصداقيتها. وفي طرابلس معقل معمر القذّافي، مَكّن الصحفيون النظام الليبي من عرض وجهة نظره، ولو أنّهم حاولوا أيضا تغطية المعارضة في العاصمة. ولكن يبقى - في حالة البحرين - أنّ محاولات دول الخليج للحد من تغطية الانتفاضة إعلاميا أتت بنتائج عكسية.
  
7-7-2011